خاص | أزمة قيادة في إسرائيل وخلافات حول قيادة الجيش ومستقبل الحرب
تشهد دولة الاحتلال الإسرائيلي جدلاً داخلياً متصاعداً بعد طرح مقترحات لتعيين مسؤول أعلى من رئيس أركان الجيش، في سابقة تكشف حجم الخلافات بين المستوى السياسي والعسكري. ويرى مراقبون أن وزير الجيش، الذي يُفترض أن يمثل المؤسسة العسكرية داخل الحكومة، أصبح على خلاف حاد مع قادة الجيش، ما يعكس "انقلاباً في المعادلة" داخل إسرائيل الجديدة.
وبحسب محللين، فإن استبدال هرتسي هليفي وتعيين إيال زمير جاء على أمل أن يكون أكثر مطواعية للمستوى السياسي، إلا أن الأخير ما زال ابن المؤسسة العسكرية ويدرك تبعات الحرب في غزة، من احتمالية الفشل والخسائر البشرية والأسرى المفقودين.
وفي ظل تصاعد نفوذ التيار المتطرف بقيادة الصهيونية الدينية، تبرز مقترحات توصف بـ"الشاذة" تهدد بانقسام أكبر داخل إسرائيل، فيما يبقى الجيش ملزماً بتنفيذ قرارات الحكومة رغم العقبات والخلافات المتوقعة.
على صعيد متصل، يعقد المجلس الوزاري المصغر (الكابنيت) اجتماعاً لمناقشة مسار الحرب على غزة، وسط تصريحات أمريكية حول احتمال التوصل إلى اتفاق خلال أسابيع. غير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى، بحسب خبراء، إلى الدفع باتجاه صفقة تبادل تُصاغ وفق الشروط الإسرائيلية، بما يجعلها "أداة لاستمرار الحرب أكثر من كونها مدخلاً لإنهائها".
ويرى مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد، أن إسرائيل تسير في أحد اتجاهين: إما صفقة جزئية تمهّد لاتفاق شامل، أو مواصلة العمليات العسكرية باجتياح ما تبقى من مدينة غزة، مشدداً على أن "الحرب بالنسبة لنتنياهو ضرورة داخلية قبل أن تكون خياراً عسكرياً".
وكشف أبو عواد في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية، أن إسرائيل تعيش حالة ارتباك داخلي غير مسبوقة، مع بروز أصوات تطالب بتعيين مسؤول أعلى من رئيس أركان الجيش، في ظل خلافات حادة بين وزير الجيش والمؤسسة العسكرية.
وأوضح أن "إسرائيل الجديدة تسعى للسيطرة على مؤسساتها ومحو ما تبقى من إرثها القديم"، مشيراً إلى أن استبدال رئيس الأركان هرتسي هليفي بتعيين إيال زمير جاء على أمل أن يكون أكثر خضوعاً للقيادة السياسية، لكنه ما زال ابن المؤسسة العسكرية ويدرك صعوبة الحرب وتبعاتها، بما في ذلك الخسائر البشرية ومصير الأسرى.
وأشار أبو عواد إلى أن التيار المتطرف بقيادة الصهيونية الدينية يضغط للمضي قدماً ببرنامجه الأيديولوجي "حتى لو كان ذلك على حساب الجيش والدولة"، ما أفرز مقترحات "شاذة وغير صحية"، لافتاً إلى أن الجيش في النهاية سيُضطر لتنفيذ قرارات المستوى السياسي، لكن ببطء ووسط عقبات وخلافات ستطفو على السطح.
وفي ما يتعلق باجتماع الكابنيت، رجّح أن يسعى بنيامين نتنياهو لتصدير مخرجات تدفع نحو صفقة شاملة ضمن الشروط الإسرائيلية، معتبراً أنها "ليست شروط إنهاء حرب، بل شروط استمرارها".
وبشأن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول احتمال انتهاء الحرب خلال أسابيع، قال أبو عواد إنها تأتي في إطار الضغط على حماس، مضيفاً أن "ترامب لا يُبنى على تصريحاته، فهو يطلق مواقف متناقضة أشبه بخطاب ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي".