جيش الاحتلال ينتظر "الضوء الأخضر" لاجتياح مدينة غزة وتحركات لشرعنته

أنهى الجيش الإسرائيلي استعداداته لعملية برية واسعة شمالي قطاع غزة، وينتظر صدور "الضوء الأخضر" من المستوى السياسي للشروع في التنفيذ، بحسب ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، اليوم الأربعاء.

وأفادت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") بأن الكابينيت السياسي والأمني الإسرائيلي سيعقد اجتماعًا آخر يوم الأحد المقبل، عند الساعة السادسة مساءً، حيث يتوقع أن يصادق الوزراء على الخطة العملياتية التي أعدها الجيش الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة.

يأتي ذلك في وقت تبذل فيه تل أبيب مساعٍ لإضفاء شرعية دولية على تصعيد حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة في إطار عملية "عربات جدعون 2" تحسبًا لتداعياتها السياسية، في ظل الرفض الدولي الواسع لتصعيد الحرب المتواصلة على القطاع.

وكان الكابينيت الإسرائيلي قد اجتمع يوم أمس، الثلاثاء، في اجتماع لم يتطرق إلى الحرب على غزة وملف الأسرى، علما بأن رئيس الأركان، إيال زامير، عرض الخطط العملياتية خلال الأيام الأخيرة على وزير الأمن يسرائيل كاتس ثم على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وذكرت القناة 12 أن وحدات نظامية واحتياط تلقت تعليمات بالجهوزية لمناورة برية "في المدى القريب"، بينما تُبذل محاولات لتهيئة الأرضية دبلوماسيًا تحسبًا للتداعيات السياسية. وتشمل التحضيرات أيضًا خططًا لإنشاء مراكز لتوزيع الغذاء ومستشفيات ميدانية في جنوب القطاع.

في الميدان، تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها اليومية من غارات جوية وانتشار محدود. وأوضح الجيش أن أربع فرق تعمل حاليًا في أطراف غزة، خصوصًا في حي الزيتون ومخيم جباليا، ما يُعتبر تمهيدًا لأي قرار بالتوغل الكامل.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن القوات "تواصل رصد وتدمير البنى التحتية فوق الأرض وتحتها"، مشيرًا إلى "تصفية خلايا مسلحة وضبط مخازن أسلحة لحماس"، إضافة إلى دخول كتيبة الهندسة 607 إلى غزة للمرة الأولى بقيادة فرقة "غفعاتي".

ومن المقرر أن يلتحق الأسبوع المقبل، في الثاني من أيلول/سبتمبر، نحو 60 ألف جندي احتياط بالخدمة. وتقدّر أوساط عسكرية وسياسية أن القرار بشأن العملية قد يُتخذ في أي لحظة، بما يحوّلها من خطة مكتوبة إلى واقع ميداني.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي أن غارة نُفذت نهاية الأسبوع الماضي أدت إلى مقتل محمود الأسود، الذي وصفه بأنه "قائد منطقة غرب غزة في جهاز الأمن العام التابع لحماس"، وقال: "خلال الحرب وعلى مدى السنوات الماضية، كان الأسود شخصية مركزية في الجهاز ومصدر معرفة مهم للحركة".