سكافي لراية: استهداف الأبراج والبنية التحتية خطة ممنهجة لاقتلاع الفلسطينيين
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر مروّعة في مدينة غزة، مستهدفة الأبراج السكنية والأحياء المكتظة بالسكان عبر الطائرات المسيّرة والروبوتات المتفجرة، ضمن عدوان واسع أطلقت عليه "عملية عربات جدعون 2". وفي ظل سيطرة الاحتلال على أكثر من 85% من مساحة القطاع، يعيش المواطنون أوضاعاً كارثية دون وجود مناطق آمنة أو بنية تحتية تؤهل للنزوح.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قال علاء اسكافي مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان إن ما يجري على الأرض يهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه وتحويله إلى منطقة غير صالحة للعيش.
قال اسكافي إن الاحتلال يواصل استهداف المباني العالية والمناطق السكنية سواء في شمال مدينة غزة أو جنوبها باستخدام الروبوتات المتفجرة والطائرات المسيّرة، ما أدى إلى استشهاد أعداد كبيرة من المواطنين، بينهم من كانوا في ما تسمى "المناطق الآمنة".
وأضاف في حديثه لراية أن الاحتلال يدفع السكان قسراً للنزوح نحو الجنوب عبر تدمير الأبراج المرتفعة في مدينة غزة، في وقت يفتقر فيه الجنوب لمقومات الحياة، حيث إن مناطق خان يونس ورفح مكتظة أصلاً بالنازحين بعد تدمير منازلهم. وأشار إلى أن الاحتلال يسيطر على 60% من مساحة خان يونس بالكامل.
وأوضح أن الطرق المؤدية إلى الجنوب غير صالحة للنزوح، مع منع إدخال الوقود اللازم لوسائل النقل. وما يتم استخدامه محلياً يؤدي إلى أعطال وحوادث متكررة. وأكد أن كل ما يروج له الاحتلال بشأن إقامة نقاط طبية أو مراكز إيواء في الجنوب "محض كذب"، حيث يعيش النازحون في أراضٍ زراعية نائية بلا بنية تحتية.
وأشار اسكافي إلى أن معظم المواطنين يعجزون عن تحمل تكاليف النزوح نحو الجنوب بسبب حالة الفقر المدقع، مؤكداً أن الوضع الصحي في غزة يزداد كارثية مع ارتفاع أعداد الشهداء والمصابين، واستهداف الاحتلال لمراكز توزيع المساعدات. ولفت إلى مجزرة راح ضحيتها أكثر من 19 شهيداً عند نقطة توزيع المساعدات في محور "زكيم".
وتابع قائلاً إن غياب مراكز الإيواء والمستلزمات الأساسية يدفع آلاف العائلات للعيش في العراء وعلى شاطئ البحر، ما ساهم في انتشار أمراض غريبة بين الأطفال يصعب تشخيصها.
وحول الخيارات المتاحة أمام المواطنين، أوضح مدير مؤسسة الضمير أن أصواتاً متزايدة بين سكان غزة ترفض النزوح إلى الجنوب وتفضل الثبات في المنازل رغم خطر الموت، خشية تكرار تجربة التهجير السابقة. وقال: "الكثيرون يعتبرون أن خروجهم يعني عدم العودة إلى غزة مطلقاً".
وختم اسكافي حديثه لراية بالتأكيد على أن ما يجري "خطة ممنهجة لاقتلاع الفلسطينيين من القطاع، عبر تسوية المدن والأحياء بالأرض، وتدمير كل مقومات الحياة، وتحويل غزة إلى منطقة غير صالحة للسكن".