خاص | الاحتلال يتجه نحو الفاشية والعقوبات الجماعية والتهجير بالضفة

في أعقاب العملية التي وقعت في القدس، حذر الباحث السياسي خليل شاهين من أن إسرائيل تتجه إلى تصعيد واسع يتجاوز العقوبات التقليدية، وصولاً إلى إجراءات قد تشمل هدم منازل ومناطق كاملة وإجراءات عقابية جماعية بحق الفلسطينيين.

وقال خليل شاهين مدير الأبحاث في مركز مسارات لأبحاث السياسات، إن الفلسطينيين باتوا عملياً مضطرين للدخول في حالة اشتباك مفتوح مع قوات الاحتلال والمستوطنين، في ظل تواصل الاعتداءات والتهجير القسري لأكثر من 50 ألف فلسطيني من مخيمات شمال الضفة الغربية مثل جنين ونور شمس وطولكرم، إضافة إلى القرى المحيطة بنابلس ورام الله وجنوب الخليل.

وأشار شاهين في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية إلى أن العملية في القدس كشفت إخفاقاً أمنياً إسرائيلياً، رغم الاستنفار الواسع والإجراءات المشددة التي فرضتها سلطات الاحتلال استعداداً للأعياد اليهودية، معتبراً أن ذلك يعكس قدرة الفلسطينيين على تجاوز المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.

وحذر من أن إسرائيل ستستغل هذه العملية لفرض المزيد من العقوبات الجماعية، مشيراً إلى تصريحات لمسؤولين عسكريين حول هدم منازل منفذي العملية والمناطق التي مروا بها. وأضاف أن هذا النهج يعكس عقلية "حكومة فاشية لا تتورع عن ارتكاب الجرائم".

كما لفت شاهين إلى أن الأجواء السياسية في إسرائيل تشهد سباقاً محموماً نحو ضم الضفة الغربية، إذ تقدم وزراء في حزب الليكود رسائل لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يطالبونه بالضم الفوري، بينما دعا وزير المالية بتسلئيل سموترتش إلى إنهاء وجود السلطة الفلسطينية.

وأكد أن هذا التصعيد يأتي بالتوازي مع ضغوط على المجتمع الدولي، حيث هددت إسرائيل باتخاذ إجراءات ضد الدول التي تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين، وصلت إلى حد طرح إمكانية إغلاق القنصلية الفرنسية في القدس.

وختم شاهين بالقول إن إسرائيل، التي تعيش أزمة صورة دولية غير مسبوقة، تسعى لاستغلال الظرف الراهن من أجل فرض وقائع جديدة على الأرض عبر الضم وتفكيك ما تبقى من صلاحيات السلطة الفلسطينية، محذراً من أن ما يجري في غزة من تدمير وتهجير قد يتكرر في مناطق بالضفة الغربية.