خاص | كيف يتهيأ القطاع الصحي المتداعي لتهديدات احتلال غزة؟
حذّر مدير الإغاثة الطبية في غزة الدكتور بسام زقوت من أن القطاع الصحي يمر بمرحلة انهيار تدريجي تنذر بانهيار كامل، بعد مرور أكثر من 700 يوم على العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وأوضح زقوت في حديث خاص لشبكة رايـــة الإعلامية أن المستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب أعداد المصابين والمرضى المتزايدة يومياً، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والطواقم.
وأكد أن الحصول على خدمات صحية أساسية أصبح معاناة كبيرة للمواطنين، بدءاً من التشخيص والفحوصات وصولاً إلى العلاج والدواء.
وأضاف زقوت أن أعداد الإصابات اليومية تفوق قدرة المستشفيات على تقديم الرعاية اللازمة، سواء في العمليات الجراحية أو غرف العناية المكثفة، مشيراً إلى أن الكوادر الطبية لا تكفي لمواجهة هذه الأعداد المتزايدة.
وأشار إلى أن الأمراض المزمنة وسوء التغذية أصبحت تشكل تهديداً مباشراً على حياة المواطنين، حيث توفي طفلان مؤخراً بسبب مضاعفات سوء التغذية، في وقت سجلت نسب مرتفعة بين النساء الحوامل تصل إلى نحو 70%، إضافة إلى تزايد حالات الهزال الشديد بين كبار السن.
ولفت زقوت إلى أن النزوح القسري الذي يفرضه الاحتلال يزيد من تعقيد الأزمة، إذ تفقد آلاف النساء الحوامل والمرضى فرص المتابعة الطبية المنتظمة مع انتقالهم من مدينة غزة إلى مناطق أخرى في ظروف قاسية.
وفيما يتعلق بالسيناريوهات المقبلة، حذر زقوت من أن أي عملية عسكرية إسرائيلية في عمق مدينة غزة قد تؤدي إلى إخلاء المستشفيات الكبرى مثل الشفاء والأهلي العربي ووضعها تحت النار، ما يعني حكماً بالإعدام على مئات المرضى والمصابين الذين لا يمكن نقلهم، خاصة من هم على أجهزة التنفس أو يحتاجون إلى رعاية مركزة.
وختم بالتأكيد على أن نقل الخدمات الصحية إلى الجنوب شبه مستحيل لغياب البنية التحتية والقدرات الاستيعابية، مشدداً على أن بقاء المؤسسات الصحية في غزة ضرورة قصوى، لأن "ترك الناس بلا خدمات صحية يعني تركهم للموت".