خاص| التمر الفلسطيني... ثروة زراعية تواجه تحديات الاحتلال وتنافس في 60 سوقًا عالميًا
ينطلق موسم قطف التمور الفلسطينية لهذا العام بإنتاج وفير يُقدّر بأكثر من 25 ألف طن، رغم ما يواجهه المزارعون من تحديات جسيمة تتعلق بالاستيطان ومصادرة الأراضي ومضايقات الاحتلال.
وفي حديث خاص لـ"رايـة"، أكد عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للفلاحين، جودة سعيد، أن التمر الفلسطيني بات "سفيرًا للهوية الفلسطينية" ومنافسًا قويًا في الأسواق العالمية، لكنه ما زال يواجه معيقات كبيرة في الزراعة والتسويق والتصدير.
قال سعيد إن المزارعين، بالتعاون مع الاتحادات والجمعيات ووزارة الزراعة، يعملون كفريق واحد لخدمة قطاع النخيل، مشيرًا إلى أن الموسم الحالي مميز بالكمية والنوعية والجودة.
وأضاف في حديثه لراية أن التقديرات الوطنية تشير إلى إنتاج يزيد عن 25 ألف طن من التمور هذا العام، حيث افتُتح الموسم في قرية الجفتلك يوم الاثنين 8/9 بمشاركة وزير الزراعة ومحافظ أريحا والأجهزة المختصة والمزارعين.
وأوضح أن افتتاح الموسم حمل رسالة واضحة من منطقة مهددة ومحاصرة، مؤكدًا أن شجرة النخيل "جندي مقاوم يثبت الأرض ويمثل الهوية الفلسطينية"، وأن التمور تُصدَّر إلى أكثر من 36 دولة.
وأشار إلى أن قيمة الاستثمار في قطاع النخيل تتجاوز الملياري شيكل، لافتًا إلى أن الاحتلال يستهدف المزارعين بمصادرة الأراضي، وإغلاق الآبار، ومراقبة مصادر المياه عبر الطائرات المسيّرة، إلى جانب فرض قيود على استخدام الأسمدة، وإجبار المزارعين على إقامة جدران معدنية مكلفة حول مزارعهم.
كما تحدث عن تقييد حركة البضائع نتيجة إغلاق الحواجز، إذ سجل عام 2023 نحو 123 يوم إغلاق لمدينة أريحا، إضافة إلى اعتداءات المستوطنين اليومية بحماية الجيش الإسرائيلي، وارتفاع فاتورة الكهرباء التي أصبحت عبئًا مضاعفًا على المزارعين.
وبيّن سعيد أن التمر الفلسطيني يتميز بجودته العالية كونه يُسقى بمياه نظيفة، على عكس التمر الإسرائيلي الذي يُسقى بمياه معالجة. وأكد أن حملات المقاطعة العالمية (BDS) ساعدت على تعزيز مكانة التمور الفلسطينية في الأسواق العالمية.
وكشف أن 78% من الإنتاج يُصدَّر إلى الأسواق الخارجية، بينما يستهلك الفلسطينيون نحو 6000 طن سنويًا، ويُستخدم التمر في المناسبات الاجتماعية والدينية.
وأوضح أن قطاع النخيل يشغّل نحو 500 مزارع و7000 عامل، بينهم 2500 عامل وعاملة في بيوت التعبئة التي بلغ عددها 12–13 في محافظة أريحا، حيث تشكل النساء 80% من العاملين في هذه المنشآت.
وأشار في حديثه لراية إلى أن هذا القطاع يوفّر فرص عمل تحفظ كرامة الفلسطينيين وتغنيهم عن العمل في المستوطنات.