كامب ديفيد على المحك.. ما وراء اتهامات إسرائيل لمصر؟

اعتبر الصحفي المتخصص في الشؤون الفلسطينية–الإسرائيلية إبراهيم الدراوي أن اتهام إسرائيل لمصر بانتهاك اتفاقية «كامب ديفيد» في هذا التوقيت يأتي في إطار «الهروب من أزماتها الداخلية والدولية»، مؤكداً أن الاحتلال هو الطرف الذي انتهك الاتفاقيات عبر احتلاله لمحور فيلادلفيا وتهجيره للفلسطينيين إلى الحدود المصرية.

وقال الدراوي في حديثه لإذاعة «راية» إن إسرائيل تحاول «تلوين الحقائق» وإلقاء المسؤولية على القاهرة، في وقتٍ تتمسك فيه مصر بموقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين سواء طوعاً أو كرهاً.

وأكد أن القاهرة تمثل «حائط صد منيعاً أمام الغطرسة الإسرائيلية–الأمريكية» الهادفة إلى إنهاء القضية الفلسطينية.

وأوضح الدراوي أن الموقف المصري يحظى بإجماع شعبي ورسمي، لافتاً إلى أن القاهرة لم تتنازل عن ثوابتها تجاه القضية الفلسطينية، ورفضت أي محاولات لتصفيتها، مستشهداً برفض الرئيس عبد الفتاح السيسي لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أكثر من مناسبة حين ارتبط الأمر بملفات الضغط على الفلسطينيين.

وبشأن خيارات مصر، شدد الدراوي على أن القاهرة «تحمي حدودها بمقدراتها ولا تعبأ بالتصريحات الإسرائيلية»، مذكّراً بأن مصر، منذ توقيع كامب ديفيد عام 1979، لم ترتكب أي انتهاك بحق إسرائيل، بينما الأخيرة «ارتكبت العديد من الخروقات خلال العامين الماضيين».

وأضاف أن القاهرة لطالما حذرت من استخدام إسرائيل القوة المفرطة في غزة والضفة، وأن جوهر كامب ديفيد كان مرتبطاً بإقامة دولة فلسطينية وحل الدولتين، وهو ما دفع مصر للضغط على القيادة الفلسطينية سابقاً للانخراط في مسار أوسلو من أجل الوصول إلى تسوية شاملة.

وختم الدراوي بالتأكيد على أن الشعب المصري «لا يقبل بوجود إسرائيل ولا يطبع معها شعبياً»، وأن التزامه التاريخي يظل مع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.