المراهقة: عمرها وسماتها وهل تختلف بين الذكر والأنثى؟

خاص - راية

سلطت د. لمى قنديل، الأخصائية الإرشادية في مجال التربية النفسية للأطفال والمراهقين، الضوء على مرحلة المراهقة، موضحة أهم سماتها وطرق التعامل معها.

وقالت د. قنديل لـ"راية" إن المراهقة هي مرحلة انتقالية بين الطفولة والرشد، تتميز بتغيرات جسدية وعقلية واجتماعية كبيرة، ويختلف سن بدايتها من منطقة لأخرى بحسب العمر البيولوجي والظروف المناخية، ففي بعض المناطق تبدأ من عمر 13 سنة وتستمر حتى 19، بينما في مناطق أخرى، مثل المناطق الباردة، قد تبدأ من 18 وتمتد إلى 25 سنة.

وأوضحت أن الانتقال من المراهقة إلى مرحلة الرشد يبدأ عادة عند دخول الجامعة أو بدء الاستقلال العملي، حيث يتحمل الشاب أو الشابة مسؤولية أكبر عن قراراته، ويبدأ في بناء وعيه الذاتي والاجتماعي.

وحول السمات العامة للمراهقة، أكدت د. قنديل أن تقلبات المزاج والانفعالات المفاجئة، والتمرد أحيانًا، تعتبر طبيعية، نتيجة للتغيرات الهرمونية والضغوط العاطفية التي يمر بها المراهق. وأضافت: "هذه المرحلة فرصة للمراهق لاكتشاف نفسه وتحديد دوره في الحياة، وبالتالي تنشأ صراعات طبيعية بينه وبين والديه، بهدف إثبات وجوده والتعبير عن رأيه".

وأكدت أن الغالبية العظمى من المراهقين يمرون بهذه المرحلة بتقلبات مزاجية وصراعات وتمرد، مشيرة إلى أن عدم ظهور هذه السمات قد يشير إلى وجود مشكلة تحتاج للمتابعة.

وشددت على أن التربية في مرحلة الطفولة المبكرة، من عمر خمس إلى سبع سنوات، تلعب دورًا أساسيًا في نجاح مرحلة المراهقة، مؤكدة أن التواصل والاحتواء العاطفي مع الأطفال منذ الصغر يحد من الفجوة بينهم وبين أبنائهم لاحقًا. وقالت: "إذا نجحنا في كسب أولادنا في هذه المرحلة، نكسبهم مدى الحياة، وإذا فشلنا، تنشأ فجوة طويلة الأمد".

كما أشارت إلى أهمية مراعاة الفروق بين الذكر والأنثى، موضحة أن كل منهما يحتاج إلى اهتمام ومتابعة، إذ تميل الفتيات في مجتمعاتنا إلى كبت مشاعرهن بسبب القيود الاجتماعية، بينما يظهر الأولاد تمردهم بشكل واضح، ما يتطلب من الأهل احتواء جميع الأبناء بالحب والحنان والاستماع لهم.

واختتمت د. قنديل حديثها بتوجيه نصائح للأهالي قائلة: "الاحتواء، الصبر، والتنازل أحيانًا، مع متابعة المشاعر والتجارب تحت إشراف الأهل، هي مفاتيح لتخطي مرحلة المراهقة بنجاح، والحد من مشاكل مستقبلية قد تظهر في مراحل متقدمة من الحياة، حتى بعد الزواج".