فياض يوجه عبر راية نصائح للمزارعين
الزيتون الفلسطيني.. موسم مهدد بالضعف وسط استهداف الاحتلال وتحديات المناخ
خاص - راية
مع اقتراب موسم قطف الزيتون في فلسطين، أكد مدير عام مجلس الزيتون الفلسطيني فياض فياض، في حديث لإذاعة "راية"، أن أهمية الالتزام بالتاريخ المعلن رسميًا لبدء القطاف تزداد هذا العام، لما لذلك من أثر مباشر على جودة الزيت وكمياته، في ظل موسم يوصف بالضعيف مقارنة بمتوسط الإنتاج في السنوات الماضية.
وأوضح فياض أن معدل إنتاج فلسطين من زيت الزيتون خلال السنوات العشر الأخيرة بلغ نحو 22 ألف طن سنويًا، بينما توقعت وزارة الزراعة الفلسطينية هذا العام إنتاج 7,500 طن فقط، مع وجود مخزون من العام الماضي يقدر بـ 2,500 طن.
وأضاف: "من خلال خبرتي كفلاح وصاحب معصرة، أتوقع أن يصل الإنتاج إلى حدود 10 آلاف طن، مع توفر نحو 7 آلاف طن في السوق المحلي"، لافتًا إلى أن قراءته تستند إلى تواصل مباشر مع المزارعين والمعاصر.
تكريم دولي لفلسطين
وأشار فياض إلى حصوله مؤخرًا على جائزة "رينيسانس" الإيطالية بمناسبة مرور 200 عام على صناعة أول معصرة زيتون، حيث تم تكريم ثماني مؤسسات وشخصين فقط على مستوى العالم، موضحًا أن هذا التكريم يعد إنجازًا وطنيًا لفلسطين بأكملها.
استهداف الاحتلال لأشجار الزيتون
وكشف مدير عام مجلس الزيتون عن حجم الاستهداف الإسرائيلي لشجرة الزيتون، مبينًا أن الاحتلال أباد أكثر من مليون شجرة زيتون منذ عام 1967، منها 250,374 شجرة خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة فقط، موثقًا بالصور والفيديو.
وأضاف: "منذ 7 أكتوبر وحتى مطلع سبتمبر الجاري، أبيدت 57,777 شجرة في الضفة الغربية، بينما في غزة تم إبادة نحو مليون شجرة كاملة خلال الحرب"، مؤكدًا أن ما لا يقل عن مليون ونصف شجرة قد تم تدميرها خلال العامين الأخيرين وحدهما.
وأشار فياض إلى وجود 13 مليون شجرة زيتون في فلسطين، منها 10 ملايين مثمرة، لكنه حذر من أن نحو مليون شجرة خلف جدار الفصل باتت مهددة بفقدان إنتاجها نتيجة حرمان المزارعين من الوصول إليها منذ أكثر من عشر سنوات.
محاولات صمود وزراعة بديلة
وبيّن فياض أن مشاريع إعادة زراعة الزيتون مستمرة، حيث يتم سنويًا غرس 250–300 ألف شتلة زيتون جديدة من قبل وزارة الزراعة، إضافة إلى جهود المؤسسات المدنية. إلا أن نجاح هذه الاشتال ليس مضمونًا دائمًا، خاصة في المناطق المهددة بالاستيطان، قائلاً: "هناك أراضٍ زرعناها أكثر من 16 مرة، لكن المستوطنين يعاودون اقتلاع الاشتال في اليوم نفسه".
عوامل مناخية أثرت على الموسم
إلى جانب استهداف الاحتلال، أرجع فياض ضعف الموسم الحالي إلى شح الأمطار التي لم تتجاوز 50% من معدلاتها، ومرور "المربعانية" بلا أمطار تقريبًا، إضافة إلى غياب ساعات البرودة اللازمة لنمو الأشجار وإزهارها، ما انعكس سلبًا على الإنتاجية. وأوضح أن موجة حر خلال فترة الإزهار أدت إلى سقوط معظم الأزهار، وهو ما تسبب في تراجع إضافي للإنتاج.
نصائح للمزارعين
وشدد فياض على ضرورة تجنب الممارسات الخاطئة مثل القطاف المبكر قبل الموعد الرسمي أو تقليم الأشجار أثناء موسم القطاف، مؤكدًا أن هذه السلوكيات ترهق الشجرة وتؤثر على إنتاجيتها.
وأشار إلى تجربة غزة العام الماضي، حيث أدى تأخر القطاف بسبب الحرب إلى ارتفاع نسبة الزيت المستخرج من المعاصر بشكل تاريخي وصل إلى 34%، ما يثبت – حسب قوله – أن إعطاء الزيتون حقه في النضج يضاعف الإنتاج ويحسن الجودة.
وختم فياض حديثه بالتأكيد على أن شجرة الزيتون تبقى رمز الصمود الفلسطيني، وأن الحفاظ عليها واجب وطني واقتصادي في ظل ما تتعرض له من استهداف ممنهج.