شروط السلامة العامة لمرافق تقديم الطعام.. خبير لراية: النظافة سلوك ذاتي وليست مجرد رقابة

أثارت مشاهد انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحملات التفتيش في بعض المخابز والمطاعم صدمة كبيرة لدى المواطنين، بعد أن كشفت الصور عن أوضاع صحية كارثية في أماكن تحضير الطعام.

وفي حديث خاص لـ"رايـــة"، شدد الخبير والمستشار في شؤون السلامة والصحة المهنية والمحاضر في جامعة بوليتكنيك فلسطين المهندس نافذ الشعراوي، على أن النظافة في أماكن إعداد الطعام ليست رفاهية، بل أساس لحماية صحة المستهلك وضمان استمرار أي مشروع غذائي.

وأكد الشعراوي أن الأماكن التي تقدم الطعام يجب أن تلتزم بمحاور أساسية تبدأ بالموقع وتصميمه، مرورًا بالمعدات والآلات، وصولًا إلى تدريب العاملين على إجراءات السلامة.

وأوضح أن تصميم المكان يجب أن يتوافق مع معايير الصحة العالمية، بما يشمل البلاط المقاوم للبكتيريا، والتهوية، وصرف صحي سليم، إضافة إلى معدات لا تتفاعل مع الزيوت أو الحرارة مثل "الستينلس ستيل"، محذرًا من أن بعض الأدوات المعدنية المستخدمة في القلي تتفاعل مع الحرارة وتنتج مواد ضارة.

وأضاف أن العاملين في هذه الأماكن يجب أن يمتلكوا وعيًا وثقافة صحية، وأن يحصلوا على دورات خاصة في كيفية التعامل مع الطعام بشكل آمن، مشددًا على أن الخطر الأكبر الذي يهدد صحة المستهلك هو الخطر البيولوجي المتمثل في البكتيريا والفيروسات والطفيليات، والتي لا تُرى بالعين المجردة ولا يزيلها الطهي وحده.

وحول ما إذا كان المواطن قادرًا على اكتشاف الخلل في حال كانت المطابخ مغلقة، قال الشعراوي إن هناك مؤشرات يمكن ملاحظتها مثل الروائح الكريهة، سوء نظافة المكان، مظهر العاملين وأيديهم، غياب القفازات ووسائل الوقاية الشخصية، وعدم ترتيب المكان. وأكد أن هذه مؤشرات كافية لأن تعكس الواقع الداخلي.

وأشار إلى أن الصور الأخيرة التي ظهرت في بعض المخابز كانت "رهيبة" وتستحق قرار الإغلاق الذي اتخذته الضابطة الجمركية ووزارة الصحة، إذ أظهرت "نسبة نظافة شبه معدومة". واعتبر أن المسؤولية لا تقع على الجهات الرقابية فقط، بل تبدأ من "الرقابة الذاتية" لصاحب المشروع، الذي يجب أن يهتم بالنظافة لمصلحته أولًا ولحماية سمعته، قبل أن تكون استجابة للقانون.

وختم الشعراوي حديثه بالتأكيد على أن أي تقصير في إجراءات السلامة ينعكس سلبًا على صحة المستهلك، داعيًا أصحاب العمل إلى الالتزام الكامل بالمعايير، وتدريب عمالهم ومراقبة أدائهم بشكل ذاتي، حتى لا يتحول الطعام إلى "سموم صامتة" تضر بالمواطن وتسيء لسمعة المنشأة.