خاص| الذهب يسجّل أعلى سعر في التاريخ متجاوزًا 4000 دولار.. لماذا؟

خاص - راية 

سجّل الذهب ارتفاعًا تاريخيًا غير مسبوق تجاوز فيه حاجز 4000 دولار للأونصة، في قفزة وصفها خبراء الاقتصاد بأنها "الأسرع والأكثر حدة منذ عقود"، وسط تراجع أسعار الفائدة الأميركية وتصاعد التوترات الجيوسياسية عالميًا.

وقال الخبير والمحلل الاقتصادي د. ثابت أبو الروس، في حديث لإذاعة "راية"، إن ما يحدث اليوم هو "نتيجة تراكُم عوامل اقتصادية وسياسية اجتمعت للمرة الأولى لصالح الذهب"، موضحًا أن قرار الولايات المتحدة خفض أسعار الفائدة كان من أبرز المحركات لهذا الارتفاع، إلى جانب الظروف الجيوسياسية المتوترة في الشرق الأوسط و"ضبابية المشهد الاقتصادي العالمي".

وأضاف أن السياسات التجارية الأميركية خلال عهد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، وخصوصًا رفع الرسوم الجمركية المتبادلة بين واشنطن وعدد من الدول، ساهمت في تعزيز الإقبال على الذهب باعتباره "الملاذ الآمن للمستثمرين"، مشيرًا إلى أن "كلما تزايدت الأزمات، زاد توجه المستثمرين نحو الذهب كخيار أكثر أمانًا من الأسواق المالية".

وأوضح أبو الروس أن المستفيد الأول من الارتفاع القياسي هو من اشترى الذهب في فترات سابقة، إذ حقق أرباحًا ملموسة على المدى الطويل، بينما يُعدّ المترددون في الشراء خلال الأشهر الماضية أكبر الخاسرين، لأن "الاحتفاظ بالنقد دون استثماره في هذه المرحلة هو خسارة بحد ذاته".

وأشار إلى أن الذهب لا يزال يحتفظ بفرص استثمارية قوية، خاصة في ظل استمرار الأزمات العالمية مثل الديون الأميركية، والتوتر في الشرق الأوسط، وزيادة الطلب الآسيوي على الذهب، لافتًا إلى أن الصين وحدها اشترت أكثر من 100 طن من الذهب خلال عام 2024.

ورغم ذلك، حذّر أبو الروس من أن الاستثمار في الذهب حاليًا يحمل قدرًا من المخاطرة، مبينًا أن "السوق يعيش حالة صدمة بعد كسر حاجز الـ4000 دولار، ولا يُنصح بالدخول باستثمارات كبيرة في هذه المرحلة"، لكنه أوضح أن "الشراء الفردي المحدود يبقى مقبولًا، بخاصة للأغراض الشخصية كالزواج".

وختم بالقول إن الذهب سيبقى ملاذًا آمنًا رغم التقلبات، متوقعًا أن يحافظ على مستواه الحالي أو يشهد ارتفاعات طفيفة حتى منتصف العام القادم، مؤكدًا أن تجاوز مستوى 4500 دولار "سيكون تطورًا ضخمًا وغير سهل في المدى القريب".