خاص| البيرة تواجه تحديات بيئية ومشاريع صرف صحي قيد التنفيذ

في ظل تصاعد الشكاوى من المواطنين في مدينة البيرة حول قضايا الصرف الصحي، وتراكم النفايات، والتعديات على الشوارع الحيوية، أكّد نائب رئيس بلدية البيرة روبين الخطيب، أن البلدية تعمل على معالجة هذه الملفات بخطط عملية ومشاريع قيد التنفيذ، تشمل تطوير حي السلامية، وتحسين شبكة الصرف الصحي، ومواجهة المخالفات البيئية، إلى جانب تنظيم الشوارع الحيوية والمدارس الجديدة في المدينة.

في حديثٍ خاص لـ"رايــة"، أكد نائب رئيس بلدية البيرة روبين الخطيب، أن حيّ السلامية يُعدّ من أهم أحياء مدينة البيرة لما يتمتع به من مساحات قابلة للتوسع العمراني، مشيراً إلى أن المجلس البلدي وضع مشروع الصرف الصحي في الحي على رأس أولوياته منذ استلامه مهامه منتصف عام 2022.

وأوضح الخطيب أن البلدية باشرت بتنفيذ المشروع من الصفر، بعد أن لم يكن هناك أي إنجاز فعلي سابق، إذ تمّ أولاً شراء قطعة أرض بمساحة 3.5 دونم لإقامة محطة الصرف والتنقية عليها، بتكلفة تجاوزت المليون دولار، واستكملت إجراءات الترخيص اللازمة بالتنسيق مع سلطة المياه وجودة البيئة ووزارة الحكم المحلي.

وأضاف أن الأرض تقع في أدنى نقطة بالحي، ما يسمح بتصريف المياه العادمة بالجاذبية الطبيعية دون الحاجة لمضخات، مشيراً إلى أن العمل جارٍ حالياً لتمديد خطوط الصرف الصحي الرئيسية بطول يقارب 2 كيلومتر في الشوارع الحيوية بالمنطقة، على أن يبدأ التنفيذ قبل نهاية الشهر الجاري.

وبيّن أن تكلفة إنشاء محطة التنقية تتراوح بين 15 إلى 20 مليون شيكل، وهناك عدة خيارات قيد الدراسة لتمويل المشروع، منها الشراكة مع القطاع الخاص أو الاستعانة بمحطة بلدية رام الله القريبة جغرافياً.

وفي هذا السياق، أوضح الخطيب أن الشبك مع محطة رام الله يُعدّ خياراً فنياً سهلاً، لكن الأمر ما زال قيد النقاش مع بلدية رام الله وسلطة المياه، مشيراً إلى أن هناك تجارب سابقة ناجحة لمناطق في رام الله مشبوكة على منظومة الصرف في البيرة مثل مستشفى رام الله وفندق الميليينيوم.

وحول التخوفات من تأثير محطة التنقية على ينابيع المياه في عين كينيا، شدد الخطيب على أن المياه الخارجة من المحطة ستكون معالجة بالكامل وغير ضارة بالبيئة أو المياه الجوفية، مضيفاً أن البلدية ملتزمة بالمعايير الأخلاقية والوطنية والبيئية في هذا الشأن.

 ملف النظافة العامة والتعديات البيئية

تطرق نائب رئيس البلدية إلى قضية التعديات على الشارع الالتفافي في حي السلامية، مؤكداً أن طواقم البلدية خصصت 12 مراقباً يعملون ليلاً ونهاراً لضبط من يقوم بإلقاء مخلفات الطمم أو المسالخ في الشوارع.
وقال الخطيب إن البلدية تتعامل بمنتهى الحزم مع المخالفين من خلال المخالفات والإحالة إلى الشرطة والنيابة، داعياً المواطنين للتعاون والتبليغ عن أي مخالفات بيئية بسرية تامة.

وأشار إلى أن البلدية تكبّدت زيادة بنسبة 25% في تكاليف نقل النفايات منذ بداية العدوان على غزة، نتيجة إغلاق مكب النفايات الرسمي، وهو ما يزيد العبء المالي على البلدية.

 مشاريع تطوير الشوارع والمدارس

وفيما يتعلق بالمدرسة الجديدة قرب مدرسة عبد الجواد صالح، أوضح الخطيب أن البلدية قامت فعلياً بتوسعة الشارع المحاذي من 10 إلى 14 مترًا، ومن المتوقع تشغيل المدرسة مع بداية العام الدراسي 2026.

أما بخصوص منطقة أم الشرايط، فقد أشار إلى أن البلدية تتابع عن كثب ظاهرة حرق الحاويات، واصفاً إياها بأنها "جريمة بيئية"، موضحاً أنه تم ضبط عدد من المتسببين بهذه الحرائق بالتعاون مع الشرطة، وأنها في أغلب الأحيان حالات تخريبية لا علاقة لها بامتلاء الحاويات.

وتناول الخطيب أيضاً الشكاوى الواردة من حي الجنان وجبل الطويل بشأن إلقاء مخلفات المواشي والروث في الحاويات، مؤكداً أن البلدية تتابع الشكاوى عبر شبكة خاصة وأن رئيس البلدية وأعضاء المجلس يتابعونها بشكل مباشر عبر مجموعات عمل فاعلة على مدار الساعة.

 الإشارات الضوئية والدوارات الجديدة

وبشأن الإشارة الضوئية الجديدة في شارع نابلس، قال الخطيب إن الإشارة "تعمل بشكل جيد وفق البرمجة الجديدة"، مشيراً إلى أن السلامة المرورية أهم من سرعة الحركة، وأن الحوادث المرورية تراجعت بشكل ملحوظ بعد تشغيل الإشارة.

كما كشف عن خطة لإنشاء دوارين جديدين في تقاطع "سوبر ماركت الشرفي" و"منطقة العجل" لتخفيف الازدحام، مؤكداً أن دوار العجل سيتحول إلى دوار رسمي ضمن خطة السلامة المرورية في المدينة.

 المنطقة الصناعية وصيانة الطرق

وفي ختام حديثه، أشار الخطيب إلى أن المنطقة الصناعية في البيرة تحتاج إلى إعادة تأهيل مستمرة نظراً لطبيعة عملها وكثافة المركبات فيها، مبيناً أن البلدية تنفذ خطة دورية لصيانة الشوارع وإزالة التعديات، مع إعطاء الأولوية للمناطق الأكثر تضرراً.

وأكد أن الهدف الأساس هو ضمان السلامة العامة وتنظيم الحركة المرورية، وأن البلدية تواصل جهودها رغم الظروف الصعبة.