هني ثلجيه لراية: أتلتيك بيلباو انتصر للإنسانية وللقضية الفلسطينية.. وكرة القدم قادرة على التغيير

أكدت هني ثلجيه، سفيرة نادي أتلتيك بيلباو الإسباني وكابتن المنتخب الفلسطيني النسوي السابق ومديرة العلاقات العامة في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أن ما قام به النادي الإسباني من مواقف داعمة لفلسطين يعكس وعياً إنسانياً وأخلاقياً عميقاً، مشددة على أن كرة القدم يمكن أن تكون لغة للإنسانية والسلام لا مجرد منافسة رياضية.

وقالت ثلجيه في حديثها لبرنامج "راية رياضة" عبر إذاعة "راية" إن نادي أتلتيك بيلباو قدم نموذجاً راقياً في التضامن الإنساني عندما استقبل عدداً من اللاجئين الفلسطينيين على ملعبه "سان ماميس"، واستضاف رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب، إلى جانبها كسفيرة للنادي.

وأعلنت أن الملعب سيحتضن في 15 نوفمبر المقبل مباراة تجمع المنتخب الفلسطيني مع منتخب إقليم الباسك، في حدث وصفتْه بأنه "تاريخي وغير مسبوق في مسيرة الرياضة الفلسطينية".

وأوضحت ثلجيه أن النادي الباسكي يرى في قصة فلسطين امتداداً لتجربته التاريخية في النضال من أجل الهوية والحرية، مضيفة أن "أتلتيك بيلباو شعر بالقرب الإنساني من الشعب الفلسطيني، فاختار أن يقف معه من منطلق القيم لا السياسة، لأن الوقوف مع العدالة ليس انحيازاً بل واجب إنساني".

وتابعت ثلجيه: "عندما رأيت العلم الفلسطيني مرفوعاً في ملعب أتلتيك بيلباو أمام أكثر من 55 ألف متفرج، شعرت أن الإنسانية ما زالت بخير. بكيت حينها لأنني رأيت التضامن الحقيقي بالفعل لا بالكلمات".

واعتبرت ثلجيه أن تضامن الأندية والجماهير حول العالم مع فلسطين "يمنح صوتاً للشعب الفلسطيني في مواجهة محاولات طمس الحقيقة"، مشيرة إلى أن الرياضة أصبحت وسيلة لإيصال رسالة العدالة إلى العالم.

وقالت: "كرة القدم ليست فقط فوزاً وخسارة، بل مسؤولية اجتماعية وأخلاقية. على الأندية الكبرى أن تستخدم تأثيرها العالمي لتكون صوتاً للحق والكرامة".

وحول تجربتها كسفيرة لأتلتيك بيلباو، روت ثلجيه أن العلاقة مع النادي بدأت عام 2015 عندما عرض فيلماً وثائقياً عنها ضمن مهرجان "سينكين فوتبول"، لتتطور لاحقاً إلى علاقة شراكة قائمة على الاحترام والتضامن مع الشعب الفلسطيني، قبل أن تُكرَّم عام 2023 كسفيرة رسمية للنادي بمناسبة مرور 125 عاماً على تأسيسه. وأشارت إلى أن تعاونها مع النادي يشمل مبادرات لدعم اللاجئين الفلسطينيين حول العالم، معتبرة التكريم "ليس تقديراً شخصياً فقط، بل تكريماً لكل امرأة فلسطينية وعربية ولكل الشعب الفلسطيني".

أما عن تجربتها داخل "الفيفا"، فقالت ثلجيه إنها كانت "نقطة تحوّل كبرى"، إذ أصبحت أول عربية فلسطينية تعمل في المؤسسة الدولية منذ عام 2012.

وأضافت: "وجود صوت عربي فلسطيني في الفيفا فخر كبير، والتحديات كانت صعبة، لكنني تعلمت كيف أستخدم موقعي لإحداث تأثير إيجابي وفتح الأبواب أمام النساء والشباب الطموحين، خاصة في فلسطين والمنطقة العربية".

وفي حديثها عن واقع الكرة الفلسطينية، أكدت ثلجيه أن المنتخب الفلسطيني للرجال حقق إنجازات مشرفة رغم الإبادة والظروف الصعبة، مشيرة إلى أن مشاركته المقبلة في مباراة أتلتيك بيلباو "ستلفت أنظار العالم إلى صمود الفلسطينيين عبر الرياضة". وأضافت أن الكرة النسوية أيضاً تشق طريقها بثبات رغم التحديات، داعية إلى الاستثمار في البنية التحتية والتعليم الرياضي لدعم المواهب الفلسطينية الشابة.

وعن أكثر إنجازاتها أهمية، قالت ثلجيه إن تأسيس المنتخب الفلسطيني النسوي وقيادته كأول كابتن له هو أعظم إنجاز في مسيرتها، موضحة: "بدأنا بأربع أو خمس لاعبات، واليوم لدينا أكثر من 30 نادياً نسوياً ومئات اللاعبات الفلسطينيات. هذا بالنسبة لي هو الإنجاز الحقيقي، لأننا خلقنا الأمل للأجيال القادمة وأثبتنا أن التغيير ممكن".

وختمت ثلجيه حديثها قائلة: "كرة القدم كانت حلمي، واليوم أصبحت وسيلة لأقول للعالم إننا شعب نحب الحياة ونؤمن بالحرية والعدالة. رسالتنا من فلسطين إلى كل الملاعب: الرياضة يمكن أن تكون جسراً للإنسانية والسلام".