خاص| اتفاق ما بعد الحرب: هل تسلّم حماس سلاحها؟ قراءة سياسية في المشهد
قدّم المحلل السياسي عدنان الصباح قراءة للمشهد السياسي الراهن بعد التفاهمات الأخيرة المرتبطة بتسليم المحتجزين وخطة ترامب.
وأكد أن مسألة سلاح المقاومة لا يمكن بحثها بمعزل عن جوهر القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، محذراً من أن الاحتلال يحاول الالتفاف على الاتفاقات من خلال الحصار وورقة المساعدات.
أكد الصباح في حديث خاص لـ"رايــة" أن ما تردد عن استعداد حركة حماس للتخلي عن سلاحها جاء على لسان ترامب فقط، ولم يصدر أي تصريح رسمي من الحركة أو أي طرف من أطراف المقاومة بهذا الخصوص.
وشدد على أن "بوابة حماس ليست ترامب، ولا يوجد تواصل مباشر بين الطرفين"، واصفاً ما ورد على لسان ترامب بأنه "متناقض وغير منطقي".
وأوضح أن الحديث عن سلاح المقاومة ليس محرماً، لكنه لا يمكن أن يكون خارج سياق القضية الوطنية الفلسطينية. وأضاف: "إذا كان السلام الذي يتحدث عنه ترامب يقوم على شطب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، فلماذا تسلم المقاومة سلاحها؟ أما إذا كان السلام قائماً على إقامة الدولة الفلسطينية، فعندما تتحقق الحقوق يصبح وجود السلاح بلا مبرر".
وأشار الصباح في حديثه إلى أن هناك ملفات أساسية تسبق أي نقاش بشأن سلاح المقاومة، أبرزها الإعمار والإغاثة والإيواء والعلاج والمياه، إلى جانب الانسحاب الكامل للاحتلال من الأراضي الفلسطينية. واعتبر أن طرح تسليم السلاح بينما الاحتلال لا يزال يحتل ويقصف الأرض الفلسطينية "مفارقة غير منطقية"، مؤكداً أن سؤال تسليم السلاح مرتبط عضوياً بسؤال الانسحاب.
ورأى أن حماس ما زالت تمتلك أوراق ضغط قوية، أولها حجم الضغط العالمي المستمر، وثانيها فشل الاحتلال على مدى عامين في تحقيق نصر عسكري مطلق، وهو ما جعل صورته تتراجع في العالم وأضعف شرعيته حتى في الداخل الأميركي. وأكد أن الاحتلال لا يستطيع العودة إلى ما كان عليه من تصعيد شامل، لأن ذلك سيعني سقوطاً مدوياً له عالمياً.