الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:26 AM
الظهر 12:24 PM
العصر 3:35 PM
المغرب 6:05 PM
العشاء 7:20 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

خاص| البحث عن 28 ابرة تحت 55 مليون طن من الركام

كاركتير رأفت الخطيب

تامر الدويك  - راية

 

"هاي امرأة لابسة حجاب، خليها مش ألنا، وهاد زلمة عنده لحية كمان مش ألنا…"

سمعتُ هذه الجملة من شخص في غزة، وهو يوضح لي كيف أن كل المعدات الثقيلة والمنظمات جاءت للبحث عن الاسرى الإسرائيليين، بينما لا أحد يهتم بشهدائنا المدفونين تحت بيوتهم منذ أكثر من سنتين. قال لي: "فش حد مدور علينا".

والمفجع أكثر، أن بعض الفرق القادمة للمساعدة تنتمي إلى دول عربية "شقيقة"، ومع ذلك يبقى تركيزهم على الاسرى الإسرائيليين فقط، تاركين عشرات آلاف الأرواح بلا منقذ، بلا صوت، بلا أمل.

في غزة، حسب التقديرات الأخيرة، هناك أكثر من 10,500 مواطن مدفون تحت الأنقاض بسبب الغارات المتواصلة خلال حرب الإبادة، هؤلاء الأطفال والنساء والشيوخ أصبحوا مجرد أرقام في سجلات الأمم المتحدة، أما العالم الخارجي فيكاد لا يرى إلا 28 جثماناً للأسرى الإسرائيليين. 

ومع مرور كل يوم، تتلاشى امال ذوي الشهداء في إيجاد جثامين أبنائهم بحالة يمكن التعرف عليها فكل يوم يذوب جسد ويتحلل ولا يبقى سوى جماجم وعدد من العظام

تشير الأرقام الرسمية إلى أن نحو 84% من المباني السكنية في غزة تعرضت للتدمير الكامل أو الجزئي، ومع ذلك، يتركز الاهتمام الإعلامي والدولي على أقل من عشرين أسير اسرائيلي. هذا الانفصام بين الواقع والمراقبة العالمية يحفر جرحًا عميقًا في قلب كل مواطن يرى غياب العدالة الإنسانية وصرخة وطنه التي تُهمل.

حتى فرق الطوارئ الدولية، التي من المفترض أن تكون محايدة، غالبًا ما تأتي بتوجيه مباشر لخدمة الاحتلال، أو على الأقل تعمل وفق أجندة سياسية تخدم مصالحه، بينما المدنيون تحت الركام لا يجدون من يصرخ لأجلهم. لا أحد يطالب بحقهم في الحياة أو حتى ان يدفنوا بطريقة تليق بهم كبشر.

لقد سمعنا كثيرًا فرق الدفاع المدني في غزة خلال الحرب، وهي تناشد: "بـ وجود أحياء تحت الأنقاض لا تستطيع أنفاذهم"، أين كانت هذه الفرق الأممية والدولية ومعداتها الثقيلة، التي تسارعت في طلبات الدخول إلى غزة لانتشال جثث الإسرائيليين؟، ربما لو نادت فرق الإنقاذ الغزية بوجود أسرى إسرائيليين عالقين تحت الأنقاض لاهتزت ضمائرهم الكاذبة، وهرعوا بسرعة لمحاولة إنقاذهم. ربما حينها كان بالإمكان إنقاذ بعض الذين ماتوا بصمت، ماتوا وحيدين وخائفين.

واليوم، بعد سنتين من حرب الإبادة المتواصلة، نكتشف أننا نعيش في كذبة اسمها "حقوق الإنسان". فقد كشفت الحرب وجوهًا كانت مخفية لعشرات السنين، وأظهرت أولويات العالم الحقيقي، وفضحت الموازين التي تحدد من يستحق الحياة ومن يُترك للموت.

فهل ما زال هناك من يسمع صرخات الهياكل المتحللة تحت الركام؟

هل الإنسانية حقًا موجودة، أم أن الضمير البشري يمكن أن يختفي بين مصالح الدول وأجندات السياسة؟

ومن سيحاسب العالم على آلاف الأرواح المدفونة تحت أنقاض غزة، وعلى آلاف الوعود التي ذهبت مع الدخان؟

Loading...