خاص| التدريب المهني في فلسطين… قطاعٌ يصمد رغم الأزمات والحرب
خاص - راية
في الوقت الذي يرزح فيه الفلسطينيون تحت تداعيات الحرب في غزة والأزمة الاقتصادية الخانقة في الضفة الغربية، يؤكد د. خالد الأفغاني، مدير عام كلية المستقبل للتدريب المهني، أن قطاع التدريب المهني ما زال محافظًا على مكانته رغم الظروف القاسية، مشيرًا إلى أن “الجهد الجبار المبذول من وزارة العمل والمؤسسات التعليمية حال دون تراجعه، بل حافظ على استقراره".
وقال د. الأفغاني في حديثه لإذاعة "راية" إن “الوضع في قطاع غزة مختلف تمامًا عن الضفة الغربية، فالحرب دمّرت معظم المراكز التدريبية والمدربين هناك، بينما في الضفة لا يزال العمل مستمرًا، وإن كان ببطءٍ وتحديات كبيرة".
وأضاف: “نحن في فلسطين لا نعيش وضعًا مثاليًا، لكن الحفاظ على بقاء المؤسسات التعليمية والتدريبية فاعلة في ظل الإغلاق والحواجز والركود الاقتصادي هو بحد ذاته إنجاز".
فرص عمل حقيقية... ولكن تحتاج إلى جهد
وأشار د. الأفغاني إلى أن الفرص الوظيفية ما تزال موجودة في السوق المحلي، لكنه انتقد “عقلية الانتظار” لدى بعض الخريجين قائلاً: “الطالب الذي يتخرج وينتظر وظيفة وراء مكتب يعيش وهماً. التدريب المهني يفتح أبواباً للعمل الحقيقي لمن يسعى ويجتهد".
وأوضح أن العديد من خريجي التدريب المهني نجحوا في تأسيس مشاريعهم الخاصة الصغيرة بعد التخرج، بل إن بعضهم أصبح يشغّل آخرين.
وأضاف: “لدينا خريجون فتحوا ورشهم الخاصة أو معاهد تدريب جديدة، وهذا دليل أن التدريب المهني ليس خياراً ثانوياً، بل مسار حياة ومصدر رزق كريم".
الوزارات والمؤسسات شريك رئيسي في الصمود
وأشاد د. الأفغاني بجهود وزارة العمل ووزيرتها وفريقها، مؤكداً أن هناك متابعة حثيثة لتطوير قطاع التدريب المهني وربطه بسوق العمل. كما وجّه التحية لعدد من المؤسسات الداعمة مثل الكاريتاس ولجنة الذكاء وغيرها من المبادرات المحلية التي تموّل الطلاب وتؤمّن لهم فرص تدريب مجانية.
“التكامل بين الوزارة والمؤسسات والمجتمع المحلي هو ما يُبقي هذا القطاع واقفاً على قدميه رغم الأزمات". وفق د. الأفغاني.
تغيير الثقافة المجتمعية... شرط النجاح
وحذّر الأفغاني من النظرة المجتمعية السلبية تجاه التعليم المهني، قائلاً: “مشكلة بعض الشباب أنهم يربطون النجاح بالجلوس خلف مكتب، بينما العالم اليوم يقوده الفنيون والحرفيون وأصحاب المهارات".
وأضاف أن الكلية تولي اهتماماً خاصاً ببناء شخصية المتدرب وتأهيله لمقابلات العمل، وتدريس مواد مثل “مهارات البحث عن العمل” و”مهارات الحياة”، مؤكدًا أن الشهادة وحدها لا تكفي.
وتابع: “الشهادة بطاقة عبور للمقابلة فقط، لكن التوظيف يعتمد على السلوك، والانضباط، والقدرة على التواصل. نعلّم طلابنا كيف يتعاملون بثقة، كيف يقدّمون أنفسهم، وكيف يحترفون مهنتهم".
آفاق المستقبل... وتحدي التكنولوجيا
واختتم د. الأفغاني حديثه بالتأكيد على أهمية دمج مهارات الحاسوب والذكاء الاصطناعي في المناهج المهنية، قائلاً: “العالم يتجه نحو التكنولوجيا، ويجب أن ندمج مهارات الحاسوب والذكاء الاصطناعي في التعليم المهني، لأن من يمتلك المهنة والمعرفة التقنية معًا سيكون الأقوى في سوق العمل".

