أسماء بركات: الكتابة فعل مقاومة.. وصوت لا ينكسر في وجه الألم
في حلقة مميزة من برنامج "ضيف الرايـــة" الذي تقدمه الإعلامية الآء مرار عبر أثير شبكة رايـــة الإعلامية، استضافت الكاتبة الفلسطينية أسماء بركات، في حوار عميق تناولت فيه تجربتها الأدبية، ورؤيتها للكتابة كفعل مقاومة، ورسالتها الثقافية في زمن الحرب والحصار، وذلك ضمن رعاية شركة جوال.
افتتحت بركات حديثها بالتأكيد على أن الكتابة بالنسبة إليها ليست مهنة ولا هواية فحسب، بل "حالة وجودية" تعيشها مع كل كلمة تكتبها. وقالت: "نكتب لأننا نرفض أن نصمت، ولأن الحكاية الفلسطينية يجب أن تُروى بأقلامنا نحن، لا كما يريدها الآخرون."
وأضافت أن الأدب الفلسطيني اليوم يعيش تحت ضغط الواقع المأساوي، لكنه في الوقت ذاته يزدهر في عمق الألم، مشيرة إلى أن "كل نص يولد في ظل القهر هو شهادة حياة في وجه الموت".
الكتابة كجسر بين الذاكرة والأمل
تحدثت بركات عن بداياتها الأدبية، مشيرة إلى أن الدافع الأول وراء الكتابة كان الرغبة في حفظ الذاكرة الفلسطينية من الاندثار، وخلق مساحة إنسانية يستطيع القارئ من خلالها أن يرى تفاصيل الحياة رغم ركام الحرب.
وأوضحت أن "الأدب الفلسطيني لا يمكن فصله عن الوجع الجمعي"، فهو يكتب عن الفقد، والحنين، والمنفى، ولكنه أيضًا يزرع الأمل ويؤكد أن "الحياة أقوى من الخراب".
وأكدت أن الكتابة النسوية الفلسطينية أصبحت اليوم أكثر وعيًا ونضجًا، لأنها تنبع من تجارب حقيقية للنساء اللواتي يعشن تفاصيل الحرب والفقد، مضيفة أن "المرأة الفلسطينية لا تكتب من الهامش، بل من قلب المشهد، من تحت الركام".

تحديات الإبداع في ظل الحصار
وفي سياق حديثها عن الواقع الثقافي في فلسطين، أوضحت الكاتبة أن البيئة الإبداعية تواجه تحديات قاسية، أبرزها انقطاع الدعم الثقافي، وصعوبة النشر والتوزيع، وتهميش الأدب المقاوم في بعض المنصات.
ورغم ذلك، شددت بركات على أن الكاتب الفلسطيني "لا يملك رفاهية الانتظار"، قائلة: "نكتب في الظلام وتحت القصف، لأن الحبر عندنا لا يجف حتى في الحصار."
ورأت أن استمرار الكتابة هو نوع من المقاومة الهادئة التي تُبقي القضية حاضرة في الوعي الإنساني، مؤكدة أن الأدب الفلسطيني هو الذي يحفظ وجه فلسطين الجميل في زمن القبح.
رسالة الكلمة للأجيال القادمة
في ختام اللقاء، وجهت أسماء بركات رسالة إلى الشباب الفلسطيني والعربي، دعتهم فيها إلى التمسك بالكلمة، والتعبير عن ذواتهم بلا خوف، لأن "الثقافة هي السلاح الذي لا يمكن مصادرته".
وأضافت: "طالما هناك من يكتب ويقرأ، فلن تُهزم فلسطين ثقافيًا ولا إنسانيًا. الكلمة هي الحارس الأخير للذاكرة، وهي الجسر بيننا وبين من سيكملون الطريق."
واختتمت الإعلامية الآء مرار اللقاء بالتأكيد على أهمية استضافة الأصوات الثقافية الفلسطينية التي تواصل الدفاع عن الهوية والوعي بالكلمة والفكر، مشيدة بالدور الذي تؤديه شركة جوال في دعم الإنتاج الثقافي والإبداعي الفلسطيني.

