قضايا في المواطنة برعاية REFORM
هل تفتح الانتخابات المحلية الطريق لاستعادة الحياة السياسية وتوحيد الضفة وغزة؟
خاص - راية
ناقش برنامج "قضايا في المواطنة" عبر شبكة "راية" الإعلامية، مستقبل الانتخابات المحلية في فلسطين ودورها في تعزيز الوحدة الوطنية وتجديد الشرعية.
وشارك في النقاش ثلاثة من المختصين، جهاد حرب مستشار الرصد والسياسات في مؤسسة (REFORM)، وباسم حدايده مدير عام التسكينات والانتخابات في وزارة الحكم المحلي، وأمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية.
وقدّم الضيوف قراءة شاملة للتحديات والفرص، ودور هذه الانتخابات في الحياة الديمقراطية الفلسطينية، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة بعد الحرب.
جهاد حرب: الانتخابات ضرورة لوقف مشاريع فصل غزة وتجديد الشرعية
أكد الخبير في السياسات العامة جهاد حرب أن الانتخابات المحلية تمثّل ضرورة وطنية لتجديد الشرعية القانونية لمجالس الهيئات المحلية، التي أوشكت ولايات بعضها على الانتهاء.
وقال حرب إن إجراء الانتخابات في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل متزامن يحمل بُعدًا سياسيًا مهمًا، كونه يرسل رسالة واضحة برفض أي مشاريع تهدف إلى فصل القطاع عن الضفة أو تكريس الواقع القائم بفعل الحرب.
وأوضح أن الانتخابات المحلية تتيح للمواطن الفلسطيني المشاركة في صياغة أولويات بلداته ومدنه، كما تُعزّز الرقابة الشعبية على أداء المجالس المنتخبة، وتعيد ترميم الثقة بين المواطنين ومؤسسات الحكم.
وشدّد حرب على ضرورة خفض سن الترشح وتعزيز مشاركة النساء، باعتبار ذلك حجر أساس في بناء قيادة شبابية قادرة على صناعة التغيير.

باسم حدايدة: الاستعدادات جارية… وتحديات غزة والقدس حاضرة بقوة
من جانبه، قال باسم حدايده، مدير عام التسكينات والانتخابات في وزارة الحكم المحلي، إن الوزارة تعمل على تحضير مسار واضح لإجراء الانتخابات المحلية، مع التأكيد على مبدأ الوحدة بين الضفة والقطاع.
وأشار إلى أن هناك تحديات عملية وقانونية تقف أمام إجراء الانتخابات في غزة، أبرزها الوضع الأمني، وتحديد العناوين الانتخابية، واستقلال القضاء، إلى جانب الأزمة المالية التي تواجه السلطة الفلسطينية.
وأوضح أن الوزارة تبحث آليات تُمكّن من إعلان موعد موحّد للانتخابات، بعد استكمال المشاورات القانونية والإدارية.
وفيما يتعلق بالقدس، قال حدايده إن الوضع مختلف وأكثر تعقيدًا، بسبب اعتداءات المستوطنين، وصعوبة توفير ميزانيات تشغيلية، وتعطيل الاحتلال لعمل أمانة القدس، لكنه شدّد على أن الحكومة متمسكة بحق أهل القدس في المشاركة في الانتخابات شأنهم شأن باقي المواطنين الفلسطينيين.

أمجد الشوا: الانتخابات جزء من التعافي وإعادة بناء غزة بعد الحرب
أما أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية، فشدّد على أن الانتخابات المحلية لا يجب أن تُفهم بوصفها إجراءً إداريًا فقط، بل جزءًا من مرحلة التعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة، الذي يعاني دمارًا واسعًا في البنية التحتية والخدمات.
وقال الشوا إن المجالس المحلية المنتخَبة ستكون أساسًا لإعادة بناء القدرة المؤسسية للبلديات وتقديم الخدمات الأساسية للسكان، مضيفًا أن الانتخابات تُعد فرصة لتجديد القيادة المحلية وفتح الباب أمام مشاركة الشباب والنساء.
كما دعا الشوا إلى مراقبة مجتمعية واسعة لضمان نزاهة وشفافية الانتخابات، معتبرًا أن ثقة الناس بالعملية الانتخابية ضرورية لتجديد الحياة الديمقراطية في فلسطين.
وأشار إلى أن الانتخابات المحلية يجب أن تأتي ضمن رؤية أشمل تشمل: الإغاثة – التعافي – التنمية، بحيث تنهض المجالس المحلية بدور محوري في إعادة تشغيل الخدمات والبنى التحتية في غزة.

واتفق الضيوف الثلاثة على أن الانتخابات المحلية تمثل محطة سياسية وإدارية مفصلية، فهي ليست فقط مدخلًا للوحدة الوطنية، بل خطوة ضرورية لتمهيد الطريق نحو انتخابات تشريعية ورئاسية قريبة، وتجديد الثقة بين المواطن ومؤسسات الحكم المحلية والوطنية.
وقد شدّدوا على ضرورة إصدار قرار حكومي واضح بموعد الانتخابات، وتوفير التمويل اللازم، وإشراك المجتمع المدني في الرقابة، بما يضمن مشاركة أوسع وأعلى تمثيلًا للشباب والنساء، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة.
تجدر الإشارة إلى أن "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة REFORM ويبث عبر شبكة راية الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيم المواطنة.

