خاص| مستوطنون يشنّون هجوماً عنيفاً على الجبعة.. خسائر كبيرة ومشاعلة يطالب بتحرك فوري
خاص - راية
قال رئيس مجلس قروي الجبعة، ذياب مشاعلة، إن عشرات المستوطنين شنّوا مساء أمس هجومًا واسعًا على القرية الواقعة جنوب غرب بيت لحم، حيث أضرموا النيران في مركبات المواطنين وهاجموا منازلهم في الجهة الشرقية من البلدة.
وأوضح مشاعلة في حديثه لإذاعة "راية" أن أكثر من 100 مستوطن شاركوا في الهجوم الذي استهدف منطقة مكتظة بالسكان تضم منازل لعائلات وأطفال وكبار سن، مشيرًا إلى إحراق سبع مركبات بينها سيارة كهربائية تصل قيمتها إلى 250 ألف شيكل. كما جرى الاعتداء على سبعة منازل وإلقاء زجاجات حارقة عليها، إلا أن إغلاق الأبواب والنوافذ بفعل الأجواء الشتوية حدّ من اشتعال النيران داخل المنازل.
وبيّن مشاعلة أن جنود الاحتلال الذين يتمركزون بشكل دائم على مدخل القرية الجنوبي، على بُعد نحو 300 متر فقط من مكان الاعتداء، لم يتدخلوا مطلقًا أثناء الهجوم، ولم يصلوا إلى الموقع إلا بعد تصدي شبّان القرية للمستوطنين وإجبارهم على الهروب.
وأشار إلى أن قيمة الخسائر الأولية في المركبات والممتلكات لا تقل عن مليون شيكل.
وأوضح رئيس المجلس أن القرية كانت قد تعرّضت قبل ثلاثة أسابيع لهجوم آخر أسفر عن حرق ثلاث مركبات، ما دفع الأهالي إلى تشكيل مجموعات حراسة، إلا أن استمرارها بات صعبًا بسبب التزامات الشباب العائلية والاقتصادية. وقال: "هذا الأمر يحتاج إلى دعم رسمي وتفريغ عدد من الشبان بشكل دائم، لأن الاعتداءات ليست مؤقتة، بل تتطلب استمرارية في الحماية".
وأكد مشاعلة أن قرية الجبعة محاصرة بالكامل بالمستوطنات، ومعزولة عن محيطها الفلسطيني، إذ تفصلها حواجز الاحتلال عن القرى والمدن المجاورة مثل نحالين وصوريف.
وقال إن الحواجز الإسرائيلية تعمل على عرقلة حركة السكان، في محاولة – بحسب وصفه – لـ"الضغط على الأهالي ودفعهم للرحيل"، مؤكدًا تمسك السكان بأرضهم وصمودهم رغم الظروف القاسية.
وأضاف أن القرية تعاني من غياب خدمات المواصلات بشكل كامل، إذ ترفض وزارة المواصلات الإسرائيلية منحها خط نقل عام، ما يضطر المواطنين لاستخدام سيارات طلب بتكلفة تصل إلى 100 شيكل للرحلة الواحدة.
وطالب مشاعلة القيادة الفلسطينية والجهات المختصة بوضع ملف الجبعة على الطاولة ودراسته بشكل جدي، مؤكدًا حاجة القرية إلى مركز طبي طارئ يعمل على مدار الساعة، ودعم مالي ولوجستي لصمود الأهالي، وتوفير طواقم حراسة مدعومة رسميًا.
حذّر من تكرار سيناريوهات مأساوية كتلك التي شهدتها عائلة دوابشة، قائلاً: "لو وقع الهجوم منتصف الليل لكانت النتائج كارثية".
واختتم رسالته بدعوة الجهات الرسمية إلى التحرك السريع وتوفير الحماية للقرى والبلدات الفلسطينية المعرّضة لاعتداءات المستوطنين المتكررة.

