كارثة تحت الركام.. الدفاع المدني لراية: تعذّر انتشال الشهداء لغياب المعدات الثقيلة
في ظل الانهيار الكامل لقدرات الإنقاذ في قطاع غزة، تتواصل المأساة الإنسانية مع بقاء آلاف العائلات في انتظار انتشال جثامين ذويها من تحت الأنقاض، بينما يؤكد الدفاع المدني أن عمليات الانتشال متوقفة كليًا لعدم السماح بدخول المعدات الثقيلة رغم الهدن الإنسانية السابقة.
وقال العميد سمير الخطيب مساعد مدير شؤون محافظات دفاع مدني غزة في حديث خاص لـ"رايــة" إن “ما لدينا من معلومات يشير إلى وجود أكثر من عشرة آلاف شهيد ما زالوا تحت الأنقاض، ولم يتم انتشال أي أحد منهم حتى الآن”.
وأضاف أن “الأصل كان أن يتم السماح بدخول المعدات الثقيلة الخاصة بعمليات الإنقاذ خلال الهدنة السابقة وفق البروتوكول الإنساني الملحق بها، لكن هذا البروتوكول لم يُنفَّذ من قبل جيش الاحتلال، ولم يُسمح بدخول أي من هذه المعدات حتى اللحظة”.
وأوضح أن “عدم إدخال هذه المعدات أدى إلى توقف عمل الدفاع المدني بالكامل في هذا المجال، ولم يتم انتشال أي من الشهداء تحت الأنقاض، خصوصًا أننا نتحدث عن أعداد كبيرة موزعة على مختلف المحافظات، وعدد كبير منهم أيضًا خلف الخط الأصفر الذي رسمه جيش الاحتلال خلال التهدئة”.
وتابع الخطيب في حديثه لراية: “ما زلنا ننتظر السماح بدخول المعدات اللازمة للدفاع المدني للبدء في مثل هذه المهام. فقد خسر الدفاع المدني في غزة عددًا كبيرًا جدًا من معداته خلال هذه الحرب، سواء باستهداف مباشر أو غير مباشر، ونحن نتحدث عن خسارة كبيرة جدًا تعيق عملنا”.
وأشار الخطيب إلى أن “الإمكانات المتوفرة حاليًا بسيطة جدًا ولا تليق بحجم الاستغاثة الإنسانية، خصوصًا أن جهاز الدفاع المدني في غزة هو جهاز وحيد لا بديل له. وعلى مدار أكثر من خمس حروب خسرنا عددًا كبيرًا من المعدات والآليات ولم يتم تعويضنا بأي منها حتى اللحظة”.
ولفت إلى أن “وجود إشكالية كبيرة أيضًا في توفير الوقود اللازم لتشغيل مركبات ومعدات الدفاع المدني، وعليه لم يتم التحرك في ملف الانتشال، لأنه كما قلت لا توجد معدات ثقيلة تسمح بالبدء”.

