خاص| اغتيال الرجل الثاني في حزب الله: رسائل حرب إسرائيلية ومحاولة لاستدراج رد يحسم جبهة لبنان
في تطور يُنذر بتصعيد واسع على الجبهة الشمالية، أقدمت إسرائيل على اغتيال الرجل الثاني في حزب الله، في عملية وُصفت بأنها الأخطر منذ أشهر. الخطوة أثارت أسئلة حول الدوافع الحقيقية: هل هي رسالة قوة؟ أم محاولة لاستدراج الحزب لرد عسكري يفتح الباب أمام حرب أوسع؟
وفي هذا السياق، قدّم الخبير في الشأن الإسرائيلي إليف صباغ، في حديث خاص لراية، قراءة معمّقة بشأن خلفيات الاغتيال، والرسائل التي سعت تل أبيب لإيصالها، وأهدافها الإقليمية الأوسع.
قال الخبير في الشأن الإسرائيلي إليف صباغ، في حديث خاص لراية، إن اغتيال الرجل الثاني في حزب الله يأتي في سياق استعدادات إسرائيلية واضحة لحرب أوسع على لبنان، مبينًا أن الاغتيالات لم تتوقف خلال الفترة الماضية، إلا أن استهداف شخصية بهذا المستوى يعكس نوايا تل أبيب المستقبلية.
وأوضح صباغ أن إسرائيل، وفق مفهومها الأمني، ترى في أبو علي الطبطبائي "الرجل الأول عسكريًا" داخل حزب الله، وأن استهدافه يُسهّل – من وجهة نظرها – أي عملية عسكرية لاحقة، معتبرًا أن هذا جزء من حسابات الحرب التي تستعد لها الحكومة الإسرائيلية.
وأشار صباغ إلى أن تل أبيب ترسل من خلال الاغتيال رسائل حاسمة للبنان والمجتمع الدولي، مفادها أن إسرائيل "لا تعترف بالسيادة اللبنانية، ولا بالاتفاقيات الدولية، ولا بأي تفاهمات سابقة"، وأنها مستعدة لتجاوز كل الخطوط في سبيل فرض رؤيتها الأمنية.
وأضاف أن إسرائيل تستخدم هذه الاغتيالات أيضًا كأداة ضغط على الحكومة اللبنانية لسحب سلاح حزب الله، معتقدة أنها بهذه الطريقة قد تُحقق أهدافها. كما أكد أن نتنياهو يسعى من خلال هذه العمليات إلى توجيه رسائل للداخل الإسرائيلي تظهره بمظهر "الرجل القوي"، غير الخاضع للإدارة الأمريكية، رغم كون واشنطن شريكًا رئيسيًا في العدوان.
وعن احتمال أن يكون الاغتيال محاولة لاستدراج الحزب إلى رد عسكري، قال صباغ إن ذلك ليس بحاجة لتحليل، مشيرًا إلى أن موقع "حدشوت يوم" نقل عن "مصدر أمني كبير" – يُرجح أنه رئيس الأركان أو وزير الحرب – قوله:
"نحن نتمنى أن يرد حزب الله… نعمل كل شيء لاستدراجه إلى رد كي نقوم بعملية عسكرية واسعة وعميقة في لبنان".
وأضاف صباغ أن السؤال الحقيقي ليس ما إذا كانت إسرائيل تريد هذا الرد، بل هل يرد الحزب أم لا، مؤكدًا أن هذا قرار بيد قيادة حزب الله وحدها.

