الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:50 AM
الظهر 11:26 AM
العصر 2:17 PM
المغرب 4:42 PM
العشاء 6:01 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

لبنى فرحات.. مسيرة امرأة كسرت القيود وتقدّمت وسط التحديات

استضاف برنامج "ضيف الرايـــة" عبر شبكة رايـــة الإعلامية المترجمة والناشطة المجتمعية والعضو في مجلس بلدية رام الله لبنى يوسف فرحات، ابنة مدينة رام الله، في حوار مهني وشخصي كشف جوانب معروفة وأخرى لا يعرفها الجمهور.

فرحات الحاصلة على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي وفرعي الترجمة من جامعة بيرزيت، والماجستير في الترجمة الفورية من بريطانيا، استطاعت أن تثبت حضورها في ميادين العمل العام والمجتمعي.

بدأت مسيرتها المهنية في لبنان مع مؤسسة اجماع التابعة لجامعة الدول العربية، قبل أن تؤسس شركتها الخاصة في مجال الترجمة، والتي ما تزال تديرها حتى اليوم من بيروت، رغم التحديات التي يفرضها الوضع الاقتصادي اللبناني.

ومنذ أكثر من 14 عاماً تعمل فرحات مترجمة مع الاتحاد الأوروبي، إلى جانب عضويتها في عدد من المؤسسات المجتمعية وارتباطها الطويل بسريّة رام الله الأولى.

تجربة الانتخابات البلدية… بين القسوة والدروس

تطرقت فرحات خلال اللقاء إلى تجربتها في انتخابات بلدية رام الله الأخيرة، حيث انتقلت من عضوية قائمة انتخابية إلى رئاستها بعد انسحاب رئيسها السابق.

وبصفتها امرأة مسيحية من أبناء المدينة، شكّلت خياراً طبيعياً لرئاسة القائمة، غير أن الطريق لم يكن سهلاً. فقد واجهت حملات تشهير واسعة، بعضها – كما قالت – جاء من نساء تعرفهن وتدعمنهن سابقاً، وهو ما شكّل "الغصّة الأكبر".

ورغم تعرضها لهجوم إلكتروني تضمن تداول فيديو يمسّ خصوصيتها، أكدت أن ذلك زادها إصراراً على الاستمرار. وفي يوم الانتخابات، ورغم التوترات والمناوشات بين بعض القوائم، التزمت الصمت الانتخابي احتراماً للناخبين.

واليوم تتولى فرحات رئاسة لجنتين داخل المجلس البلدي، من بينها اللجنة الثقافية، إضافة إلى عضويتها في لجان أخرى معنية بالشؤون الإدارية والعقارات والفعاليات العامة.

الأسرة: فقدٌ موجع ودعم لا يُنسى

في حديث مؤثر، عادت فرحات إلى ذكرى والدها الراحل يوسف فرحات، الذي شغل سابقاً عضوية مجلس بلدية رام الله، وقالت إن أكثر لحظة تتمنى عودتها هي رؤيته مجدداً.

وتحدثت عن دعمه غير المشروط لمسيرتها، من تمويل دراستها في بريطانيا إلى تشجيعها على خوض انتخابات البلدية رغم معرفته بالمخاطر.

كما تناولت العلاقة المميزة بين والديها، مستعرضة تجربة والدتها دورس خوري التي اعتُقلت في عام 1969 وتعرضت لتعذيب قاسٍ ترك أثراً دائماً في سمعها. ورغم محاولاتها إقناع خطيبها (والد لبنى) بالانفصال، أصرّ على انتظارها ثلاث سنوات حتى خروجها من السجن.

دراسة بيرزيت… وقيادة مبكرة

استعادت فرحات سنواتها في جامعة بيرزيت، حيث درست الأدب الإنجليزي وكانت ناشطة طلابية وقيادية مبكرة، إذ مثلت الجسم الطلابي في مجلس الكلية وكانت سكرتيرة لقطب طلابي.

بعد ذلك انتقلت إلى بريطانيا لاستكمال الماجستير، وشاركت خلال تلك الفترة في حملات المناصرة لفلسطين، كما أسست فرقة الدبكة "الزيتونة" في لندن دعماً لغزة خلال الحرب.

ورغم الفرص في الخارج، أكدت فرحات أن ارتباطها العميق بعائلتها كان السبب الرئيسي في عودتها إلى فلسطين. وبعد فترة قصيرة، حصلت على وظيفة في لبنان وانتقلت للعمل هناك، قبل أن تجمع بين العمل في بيروت والحياة في رام الله.

العمل المجتمعي… "عطاء فلسطين" نموذجاً

إلى جانب عملها البلدي والمهني، تشغل فرحات منصب أمين صندوق مؤسسة عطاء فلسطين، التي يتركز عملها في غزة.
وخلال الحرب الأخيرة، قدمت المؤسسة مساعدات واسعة، أبرزها إنشاء مركز لاحتضان الأمهات الأرامل وأطفالهن، وتوفير الدعم النفسي والغذائي والطبي لهم.

تقول فرحات إن العلاقة مع الأطفال – وخاصة الطفلة "يمنى" التي نجت من تحت الركام – جعلت العمل بالنسبة لها "قضية شخصية".

واقع غزة… شهادات موجعة

عرضت فرحات جانباً من القصص الإنسانية التي وصلتها من غزة، مؤكدة أن الاحتياجات تتجاوز الطعام والماء لتصل إلى الأزمات الاجتماعية والنفسية.

وروت قصصاً مؤلمة عن فقدان الأزواج، والتشريد، ونقص الاحتياجات الأساسية، وانتشار الأمراض، مؤكدة أن "من يستشهد يرتاح… أما المعاناة فتبقى لمن بعده".

بين الأمومة والعمل… نموذج يحتذى

تحدثت فرحات عن بناتها يارا وليصار، وتأثير حياتها العامة عليهن، مشيرة إلى أنهن شكّلن مصدر دعم كبير لها. وروت لحظات مؤثرة من فخرهما بها خلال حملتها الانتخابية، ومنها كلمة ألقتها ابنتها في المدرسة قالت فيها إن "أمي هي المرأة الخارقة بالنسبة لي".

وأكدت فرحات أن العمل لا يعني التقصير مع الأسرة، بل هو بناء لمستقبلهن ونموذج ينعكس إيجاباً على ثقة البنات بأنفسهن.

Loading...