تالا أبو سارة طالبة كلية الصيدلة في الجامعة العربية الأمريكية تطلق أكاديمية مبتكرة تعيد تشكيل مستقبل المهنة
في وقت تتسارع فيه التطورات في القطاع الصحي وتتزايد الحاجة إلى كوادر صيدلانية تمتلك مهارات تطبيقية حقيقية، برز اسم تالا أبو سارة، طالبة السنة الخامسة في كلية الصيدلة في الجامعة العربية الأمريكية، كقصة نجاح لافتة تجمع بين التميز الأكاديمي وروح الريادة.
فبمعدل 3.93 وتصدرها دفعتها، لم تكتف تالا بتحقيق التفوق في قاعات المحاضرات، بل اختارت أن تفتح نافذة جديدة لزملائها وخريجي الكليات عبر منصة تعليمية مبتكرة تحمل اسم Tala Abu Sara Academy، لتضيف إلى سجلها إنجازا يعكس نضج رؤيتها وقدرتها على تحويل الأفكار إلى واقع مؤثر.
نشأت فكرة الأكاديمية من ملاحظة تالا لفجوة واضحة بين ما يدرسه الطلبة نظريا وبين ما يحتاجونه فعليا عند دخولهم سوق العمل، تقول، "إنها كثيرا ما واجهت شكاوى من زملائها حول صعوبة تطبيق المعرفة الدوائية أثناء التدريب العملي، وأنها أرادت بناء حل يدمج الجانب النظري بالعملي بطريقة جذابة وتفاعلية، ومن هنا ولدت الأكاديمية بصورتها المتكاملة، لتصبح واحدة من المنصات التعليمية الرائدة في تطوير مهارات طلبة وخريجي الصيدلة".
وتضيف، "تضم الأكاديمية دفترا تدريبيا مطبوعا من 200 صفحة، صمم بعناية ليكون دليلا شاملا يغطي الأساسيات العملية للصيدلي، وما يجعل هذا الدفتر استثنائيا هو احتواؤه على رموز QR مرتبطة مباشرة بفيديوهات تعليمية قصيرة تقدم شرحا مبسطا ومواقف تطبيقية من الواقع الصيدلاني، هذا الدمج بين الورق والتقنية خلق تجربة تعليمية جديدة تمنح الطالب القدرة على التعلم وفق وتيرة مرنة وممتعة".
لكن تالا لم تتوقف عند ذلك، فقد أنشأت منصة إلكترونية تشكل الامتداد الرقمي للدفتر، تحتوي على قاعدة بيانات دوائية متخصصة لأدوية OTC (الأدوية التي تصرف دون وصفة طبية)، إلى جانب مكتبة فيديوهات تدريبية تغطي مهارات محورية يحتاجها كل صيدلي مبتدئ، كما أضافت الأكاديمية عنصرا فريدا يتمثل في محاكاة صيدلية افتراضية، تمكن المتدربين من ممارسة التواصل مع المرضى وتقديم التوصيات الدوائية في بيئة آمنة تحاكي التحديات اليومية داخل الصيدلية.
هذا النظام المتكامل حول الأكاديمية من مشروع صغير لطالبة مجتهدة إلى منصة تدريبية ذات تأثير واسع، تستقطب عشرات الطلبة الباحثين عن مهارات تطبيقية تعزز فرصهم المهنية، ورغم حجم المسؤوليات، ما تزال
تالا توفق بإتقان بين دراسة الصيدلة وإدارة الأكاديمية، لتثبت أن الشغف حين يقترن بالعمل الجاد قادر على خلق معجزات صغيرة تغير حياة الآخرين.
تصف تالا تجربتها بأنها "رحلة مستمرة"، وتؤكد أن هدفها الأكبر هو رفع جودة التدريب الصيدلاني وخلق جيل أكثر قدرة على التفاعل مع المرضى وتقديم الرعاية الدوائية المبنية على المعرفة والثقة، وبينما تستعد للتخرج، تبدو إنجازاتها أكبر من سنوات دراستها، وتشير بوضوح إلى مستقبل مهني وابتكاري واعد.
تالا أبو سارة ليست مجرد طالبة متفوقة، إنها نموذج حي لطاقة شبابية تعرف كيف تترجم المعرفة إلى أثر، وكيف يمكن لفكرة واحدة أن تحدث تغييرا حقيقيا، حين تجد من يؤمن بها ويعمل لأجلها
