خبير لراية: خطة إسرائيل لإقامة 17 مستوطنة جديدة تهدف لتغيير وجه الضفة
خاص - راية
حذر الخبير في شؤون الاستيطان حسن بريجية من خطورة الخطة الاستيطانية الجديدة التي أعلنت عنها حكومة الاحتلال الإسرائيلي، والتي خصصت بموجبها 2.7 مليار شيكل لإقامة 17 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية خلال السنوات الخمس المقبلة، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل تحدياً صارخاً للمجتمع الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتهدف إلى تغيير وجه الضفة الغربية ديموغرافياً وجغرافياً.
وقال بريجية، في حديث خاص لـ"راية"، إن الخطة التي أعلنها وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش ليست مبادرة فردية، بل هي "قرار حكومي متكامل يعكس التوجه الرسمي لحكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة التي تسعى إلى تكريس واقع استعماري جديد على الأرض الفلسطينية، في ظل انشغال العالم بالحرب على غزة وضعف الموقفين العربي والدولي".
وأوضح بريجية أن حكومة الاحتلال تعتبر المرحلة الحالية "الفترة الذهبية للتوسع الاستيطاني"، مستغلة الحرب على غزة كغطاء لفرض وقائع جديدة.
وقال: "إسرائيل تستغل الحرب لسرقة الأرض وتهجير الفلسطينيين، تماماً كما تستغل انشغال العالم بجرائمها اليومية في القطاع. فهي تقتل وتهدم وتُخلي التجمعات السكنية في الضفة بحجة الأمن، بينما الهدف الحقيقي هو توسيع المستوطنات وتقطيع أوصال الدولة الفلسطينية المستقبلية".
وأشار إلى أن الخطة الجديدة تأتي بالتوازي مع حملات تهجير جماعية للفلسطينيين في مناطق جنوب الخليل والأغوار، مؤكداً أن هذه المناطق ستكون الأهداف الرئيسية للمستوطنات الجديدة نظراً لأهميتها الجغرافية والاستراتيجية بالنسبة لإسرائيل.
وأضاف بريجية: "منطقة الأغوار هي الأكثر استهدافاً، كونها تشكل العازل الطبيعي بين الضفة الغربية والأردن، وتعتبرها إسرائيل خط الدفاع الأول عنها. لذلك تسعى إلى فرض السيطرة الكاملة عليها عبر مشاريع استيطانية مكثفة تمتد من شمال الأغوار إلى جنوبها".
وبيّن أن هذه السياسة ليست جديدة، إذ سبق للحكومة الإسرائيلية أن صادقت قبل عام على إقامة 22 مستوطنة، كان أكثر من نصفها في منطقة الأغوار.
ولفت إلى أن "التعتيم الإعلامي حول المواقع الجديدة سيُكشف قريباً، وسيتضح أن معظمها يتركز في تلك المنطقة الواسعة والخصبة الغنية بالمياه".
واعتبر بريجية أن الخطة ستؤدي إلى تقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية وحرمان المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، كما ستؤثر على إمكانية إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً، مشدداً على أن "الاستيطان لم يعد مجرد توسع عمراني بل مشروع سياسي لدفن فكرة الدولة الفلسطينية".
وقال الخبير في شؤون الاستيطان إن إسرائيل تتحدى المجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن بشكل سافر، مضيفاً: "هذا المشروع يعكس استخفاف إسرائيل بالمجتمع الدولي وبالإدارة الأمريكية نفسها، إذ تواصل البناء الاستيطاني رغم كل التحذيرات، لأنها تدرك أن لا أحد سيحاسبها".
وأشار بريجية إلى أن محاولات سموتريتش السابقة لتشريع ضم الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها فشلت، لكنه يواصل محاولاته لخلق أمر واقع جديد "بغطاء من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يسعى إلى إنقاذ مستقبله السياسي عبر كسب دعم المستوطنين".
وختم بريجية حديثه قائلاً: "يجب مضاعفة الجهد السياسي والدبلوماسي الفلسطيني، واستثمار حالة التضامن العالمي المتزايدة مع الشعب الفلسطيني، لأن هذه الخطة تمثل أخطر مرحلة استيطانية منذ عام 1967. ما لم يتحرك العالم الآن، فإن الضفة الغربية مهددة بأن تتحول إلى كانتونات معزولة يسيطر عليها الاستيطان بشكل كامل".

