“مائدة الخير”.. مبادرة شبابية تجمع الطهاة الفلسطينيين لخدمة العائلات المحتاجة في المخيمات
خاص - راية
بروح من العطاء والتكافل، أطلق مجموعة من الشباب الفلسطينيين مبادرة “مائدة الخير”، التي تهدف إلى تقديم وجبات غذائية جاهزة للعائلات المحتاجة في المخيمات الفلسطينية. المبادرة يقودها مجموعة “أهل الخير” الشبابية، ويشارك فيها أكثر من 100 شيف فلسطيني من مختلف المحافظات، في مشهد يعكس أصالة روح التعاون والتطوع في المجتمع الفلسطيني.
وفي حديث خاص لإذاعة "راية" أوضح الشيف علاء دنديس – أحد المشاركين في المبادرة – أن “مائدة الخير” ليست النشاط الأول للمجموعة، بل امتداد لسلسلة من الفعاليات التطوعية التي شملت محافظات الخليل وبيت لحم وطولكرم، مضيفاً أن الهدف من هذه الأنشطة هو “إيصال رسالة تضامن إنساني واجتماعي من أبناء الشعب الفلسطيني لبعضهم البعض، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد”.
وأشار دنديس إلى أن المبادرة الأخيرة التي نُفذت في مخيم طولكرم شهدت توزيع نحو 1700 وجبة ساخنة على العائلات المتضررة، بالتنسيق مع لجان المخيم والمسؤولين المحليين.
وقال: “تحركنا من مختلف المدن، من الخليل وبيت لحم ورام الله وطولكرم، وحتى من الداخل المحتل. الهدف كان واضحاً: أن نقول لأهلنا في المخيمات إننا معكم، وإن الخير لا يعرف حدوداً”.
وأوضح أن الطهاة المشاركين قاموا بتجهيز الوجبات بشكل كامل في مواقع قريبة من المخيم، بمساعدة متطوعين من الشباب، مؤكداً أن العمل تمّ “بجهود ذاتية وبتمويل شخصي من المشاركين وفاعلي الخير”.
وبيّن الشيف دنديس أن مبادرة “مائدة الخير” ليست محصورة في محافظة معينة، بل تنتقل كل فترة إلى منطقة مختلفة، مضيفاً: “نحن مجموعة من أكثر من 100 شيف فلسطيني متطوع، ننظم هذه الفعالية مرة كل شهر ونصف تقريباً، ونسعى أن تشمل جميع المحافظات. وجهتنا القادمة ستكون رام الله إن شاء الله”.
وأشار إلى أن المشاركين تكبدوا مشقة السفر الطويل والحواجز العسكرية للوصول إلى المخيمات، لكنهم “يعتبرون التعب جزءاً بسيطاً أمام معاناة العائلات التي تخوض صراع البقاء اليومي”.
وأوضح دنديس أن من بين المشاركين شيفات من الناصرة وحيفا والقدس والخليل وبيت لحم ورام الله، مشيراً إلى أن هذا التنوع الجغرافي “يجسد وحدة الشعب الفلسطيني وتلاحمه في وجه التحديات”.
وقال: “رغم الحواجز والمسافات، تجمعنا المائدة الواحدة ومبدأ العطاء. هدفنا أن نثبت أن فلسطين كلها بيت واحد، وأن الخير متجذر فينا”.
وفي ختام حديثه، وجّه الشيف علاء دنديس رسالة شكر لكل من ساهم ودعم هذه المبادرة، قائلاً: “نشكر كل من قدّم وساهم معنا، سواء بجهده أو ماله أو وقته. مبادرتنا إنسانية خالصة، نعمل فيها على مسؤوليتنا الشخصية وبمساعدة أهل الخير، وسنواصل بإذن الله لأننا نؤمن أن الخير لا ينقطع في فلسطين”.
