خاص| المنخفضات الجوية تفاقم معاناة النازحين وتكشف هشاشة الإيواء في غزة

فاقمت المنخفضات الجوية المتتالية من معاناة النازحين في قطاع غزة، في ظل غياب أماكن الإيواء المناسبة، وعدم توفر الحدّ الأدنى من مقومات الحماية من البرد والرياح والأمطار، ما وضع مئات آلاف العائلات أمام كارثة إنسانية متكاملة الأركان.

وأكد مدير عام جمعية العودة الصحية والمجتمعية رأفت المجدلاوي في حديث خاص لـ"رايـــة" أن الحرب والحصار ومنع إدخال الخيام والبيوت الجاهزة شكّلت الأسباب الرئيسية لهذا الواقع الكارثي، مشيرًا إلى أن أكثر من مليون و200 ألف مواطن يعيشون حاليًا في خيام ومراكز إيواء تفتقر لأبسط مقومات الحياة.

وقال المجدلاوي إن ما يشهده قطاع غزة اليوم يتجاوز قدرة الناس على الاحتمال، متسائلًا: “بعد حرب طويلة خسر فيها شعبنا أكثر من 70 ألف شهيد وأكثر من 170 ألف مصاب، ماذا ينتظر هذا العالم؟ هل ينتظر موت الناس جوعًا أو بردًا أو مرضًا؟”

وأضاف أن الحل العاجل يتمثل على الأقل في تسهيل إدخال الخيام والبيوت الجاهزة، لحماية النازحين من الظروف الجوية القاسية، منتقدًا ما وصفه بصمت المجتمع الدولي الذي “يتلذذ بمشاهدة مأساة الشعب الفلسطيني”.

وفيما يتعلق بالمخاطر الصحية، حذّر المجدلاوي من ارتفاع كبير في نسب التلوث وانتشار الأمراض، مؤكدًا أن المنخفضات الجوية الحالية تزيد من تهديد حياة المواطنين في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية والبيئية.

وأوضح أن أكثر من 300 ألف مواطن في قطاع غزة يعانون من أمراض مزمنة، في وقت لا تصل فيه الأدوية اللازمة بشكل منتظم منذ السابع من أكتوبر، مشيرًا إلى أن ما يزيد عن 70% من المرضى المزمنين حُرموا من علاجهم.

وأضاف أن القطاع يشهد انتشارًا متزايدًا للأمراض والأوبئة نتيجة غياب شبكات الصرف الصحي، وتدمير محطات تحلية المياه، وتدمير أكثر من 80% من آبار المياه، إضافة إلى نقص الوقود اللازم لتشغيل ما تبقى من مرافق خدمية.

وأكد المجدلاوي أن هذه الظروف تشكل بيئة خصبة لانتشار أمراض قد تكون قاتلة، خاصة بين الفئات الأكثر هشاشة، كالأطفال والنساء الحوامل وكبار السن، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من الوفيات في القطاع يعود بشكل مباشر إلى عدم توفر الدواء أو عدم القدرة على الوصول إلى مراكز صحية.