لقاء موسع في الكلية العصرية الجامعية لتعزيز دعم الطلبة الجامعيين المقدسيين

حلّ وفد رفيع المستوى، ضم وكالة بيت مال القدس الشريف في المملكة المغربية، ممثلة بمديرها سعادة الدكتور محمد سالم الشرقاوي، والمؤتمر الوطني الشعبي للقدس ممثلا بأمينه العام اللواء بلال النتشة، إلى جانب مدير التربية والتعليم في القدس الدكتور سمير جبريل، ضيفا على الكلية العصرية الجامعية بمدينة رام الله.

وعقد الوفد الزائر، مع إدارة الكلية العصرية الجامعية، في مبنى المحامي الدكتور حسين الشيوخي، لقاء موسعا لبحث سبل دعم قطاع التعليم والطلبة الجامعيين المقدسيين، في مجالات الدراسة الجامعية والبحث العلمي.

وافتُتح اللقاء بكلمة ترحيبية من رئيس مجلس أمناء الكلية العصرية الجامعية م. سامر الشيوخي، الذي أكد اعتزاز المؤسسة باستضافة الوفد المغربي الشقيقي الداعم للقدس وطلبتها، وللفلسطينيين عامة، معتبرا أن هذا اللقاء يعكس عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين الشعبين الفلسطيني والمغربي.

وتابع م. الشيوخي أن "وكالةِ بيت مالِ القدسِ الشريف في المملكة المغربية الشقيقة، هي مؤسسةُ عربيةُ إسلاميةُ تهدِفُ إلى حمايةِ الحقوقِ العربيةِ والإسلاميةِ في القدسِ وهي تُعدُّ الذراعَ الميدانيةَ للجنةِ القدس".
وأضاف م. الشيوخي أن "العلاقةَ الفلسطينية - المغربية تَضرِبُ جذورَها في التاريخِ البعيد، وإن حي المغاربةِ في القدس، يُشكلُ شاهِداً على هذهِ العلاقة، حيثُ اختلط الدمُ الفلسطيني بدمِ شقيقهِ المغربي، مصاهرةً وقرابةً وعروبةً ووحدةَ مصير".

وأكد أن الدعم الذي تقدمه وكالةُ بيتِ مالِ القدسِ الشريف، للطلبة من خلال إسنادِ مؤسساتِ التعليمِ العالي الفلسطينية التي تحتضنُ الطلبةَ المقدسيين، يُسهِمُ بقيمتهِ الماديةِ والمعنويةِ على ترسيخِ وتعزيزِ صمودِ واستمراريةِ هذه المؤسسات، خصوصاً وأن التعليمَ العالي في بلادِنا هو من أهمِ مقوماتِ وركائزِ الصمودِ على هذه الأرض".

بدوره، أكد الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة، أن دعم التعليم "يشكل أحد أبرز ملفات عمل المؤتمر، وأن المؤسسة تضع الطلبة المقدسيين، وخاصة المنحدرين من الأسر الفقيرة والمهمشة، على رأس أولوياتها، من خلال تقديم المنح الجامعية والمساعدات المالية، والتخفيف عن كاهل أسرهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المدينة المقدسة من أدل استكمال دراستهم الجامعية".

وأشار إلى أن "الدعم المغربي، سواء عبر لجنة القدس أو وكالة بيت مال القدس الشريف، لم ينقطع، بل ازداد في فترات الأزمات".

من جانبه، استعرض الدكتور محمد سالم الشرقاوي الدور الذي تضطلع به وكالة بيت مال القدس الشريف مشيرًا إلى أن الوكالة جعلت من التعليم بوابة أساسية للتنمية الاجتماعية والحفاظ على الهوية الفلسطينية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة. 

وأوضح د. الشرقاوي أن الوكالة، "استثمرت في بناء مدارس جديدة، وترميم وتوسعة مدارس قائمة، وتوفير غرف صفية حديثة، إلى جانب دعم المعلمين وحماية المنهاج الفلسطيني، وتوظيف التكنولوجيا الرقمية لخدمة العملية التعليمية، وليس كبديل عنها".

وأضاف قائلا: "نحن معنيون في كل وقت باستمرار هذا الدعم وتوسيعه، ليشمل تحسين وضعية المدرسين، وحماية المنهاج والبرامج التعليمية، وجعل التكنولوجيا والتقنيات الرقمية في خدمة هذا التوجه، وليس عالة عليه، إضافة إلى توفير الإمكانيات لبرامج التعليم اللامنهجي، لتطوير المهارات الحياتية للطلاب".

كما تطرق الى الخطط المستقبلية التي تسعى الوكالة لتنفيذها، خدمة للطلبة.

وتخلل اللقاء عرض تقني مفصل لمنظومة المنح الجامعية ومنح البحث العلمي التي أطلقتها وكالة بيت مال القدس الشريف، حيث قدم المهندس شاهر اغبارية المشرف على منظومة المنح الجامعية ومنح البحث العلمي، في وكالة بيت مال القدس الشرف، شرحا لآلية عمل المنظومة الإلكترونية، التي تعتمد معايير دقيقة تقوم على الشفافية وتكافؤ الفرص، وتحديد درجة حاجة الطلبة وفق مؤشرات اقتصادية واجتماعية واضحة، دون تدخل بشري، بما يعزز العدالة والنزاهة في توزيع المنح.

كما جرى خلال اللقاء، عرض فيلم قصير عن وكالة بيت مال القدس الشريف، وعملها، وجهودها المبذولة في خدمة الطلبة.

وفي نهاية اللقاء، كرّم مدير وكالة بيت مال القدس د. محمد سالم الشرقاوي، مدير تربية القدس د. سمير جبريل؛ الذي أشاد بدور الوكالة فيما يتعلق بمدارس وطلبة القدس لا سيما بناء وترميم المدارس داخل المدينة المقدسة، واستحداث صفوف وتشييد إضافات داخل مدارس أخرى.

وختاما، سلّم م. سامر الشيوخي، درعا تكريميا من الكلية العصرية الجامعية، لمدير وكالة بيت مال القدس الشريف، تقديرا للدور الذي يضطلعون به عموما، وعلى الساحة الفلسطينية خاصة.