الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:11 AM
الظهر 11:41 AM
العصر 2:26 PM
المغرب 4:50 PM
العشاء 6:11 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الاحتلال ارتكب "جريمة قتل جماعي" بحق عائلة أبو نحل في رفح دون إنذار

صورة من الارشيف

كشف تحقيق جديد لـ”المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان”، عن تفاصيل ما وصفه بـ “جريمة قتل جماعي” ارتكبها جيش الاحتلال بحق عائلة أبو نحل في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة العام الماضي، وأسفرت عن استشهاد 15 مدنيًا بينهم 13 طفلًا وامرأة، دون أي تحذير أو إشعار مسبق أو وجود ضرورة حربية تبرّر الاستهداف الدقيق والمتعمد.

وأوضح المرصد، في تقرير تضمن نتائج التحقيق، أن الهجوم نفذته طائرة حربية إسرائيلية مساء السبت 17 فبراير/ شباط 2024، حين استهدفت استراحة عائلية (شاليه) في منطقة خربة العدس شمال شرقي رفح باستخدام قنبلتين ثقيلتين أمريكيتَي الصنع، ما أدى إلى تدمير المكان بالكامل على رؤوس ساكنيه، دون أي إنذار مسبق أو تحذير للمدنيين.

وبيّن المرصد أن التحقيق شمل عملًا استقصائيًا ميدانيًا موسعًا امتد لأشهر، تضمن معاينة موقع الجريمة وتقاطع إفادات الناجين وشهود العيان وتحليلًا تقنيًا للمواد الرقمية. وأظهرت النتائج أن الموقع المستهدف مدني بحت، وهو شاليه استأجرته العائلة للإقامة فيه بعد نزوحها، وأن المكان ومحيطه خلَيا تمامًا من أي مظاهر عسكرية أو أنشطة لفصائل مسلحة، ما يدحض أي مزاعم محتملة حول “الضرورة العسكرية”، ويؤكد أن الهدف كان قتل أكبر عدد من المدنيين.

وأضاف المرصد أن رب الأسرة، إبراهيم أبو نحل، لم يكن مرتبطًا بأي نشاط سياسي أو حزبي، وكان يعمل في التجارة، ومعروفًا في محيطه قبل بدء ما وصفه بـ”جريمة الإبادة الجماعية” في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واستمر في نشاطه التجاري خلال تلك الفترة. وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يصدر حتى نشر التحقيق أي بيان يوضح ملابسات الهجوم أو يقدّم تبريرات لأهدافه ونتائجه.

ووثّق التحقيق أن 16 شخصًا من أفراد عائلة أبو نحل تجمعوا داخل إحدى غرف الشاليه حول مائدة العشاء احتفالًا بزواج ابنهم عبد الله من ابنة عمته مريم. وفي حوالي الساعة 6:50 مساءً، وصل رب الأسرة إلى المكان قادمًا من الجانب الفلسطيني من معبر رفح. وبعد دخوله بنحو عشر دقائق فقط، استهدف الطيران الإسرائيلي الموقع ودمره كليًا.

وقال الطفل أسامة أبو نحل (16 عامًا)، وهو الناجي الوحيد من جميع من كان داخل الشاليه لحظة الاستهداف:

“كنا نجلس في جو عائلي سعيد. وفي حوالي الساعة السادسة وبدون أي سابق إنذار، وجدنا الصواريخ تسقط علينا. كل ما أتذكره أنني قُذفت في الهواء وفقدت الوعي. استيقظت في المستشفى وجسدي مليء بالجروح والحروق. سألت أخي: أين أمي وأبي؟ لكنني علمت لاحقًا أن جميع من كان معي قد استشهدوا”.

وفي إفادة أخرى، قال سامي إبراهيم أبو نحل، الذي نجا بعدما غادر المكان قبل دقائق لشراء حاجيات من بقالة قريبة بطلب من والدته:

“بمجرد وصولي للبقالة التي تبعد 150 مترًا، أنارت السماء كأن النهار حلّ، وسمعت انفجارين متتابعين هزّا المنطقة. عدت مسرعًا فوجدت الشاليه قد سُوي بالأرض، ومكانه حفرتان كبيرتان. بحثت عن أهلي فلم أجد سوى أشلاء متناثرة، لقد تبخروا جميعًا في لحظة واحدة”.

ونقل المرصد شهادة خليل أبو نحل، أحد أفراد العائلة المستهدفة، قائلًا:

“وجدت نفسي أحمل وعاءً بلاستيكيًا وأجمع فيه أشلاء عائلتي: رأس أختي، ورِجل أخي، ويده. ذهبت بعدها إلى المستشفى فلم أجد سوى نصف جسد أبي، وجثة أخي بلا رأس، أما الباقون فقد تحولوا إلى قطع صغيرة بفعل شدة القنابل”.

وأوضح التحقيق أن الجريمة لم تتوقف عند حدود القتل والتدمير، بل امتدت لانتهاك حرمة الموتى، حيث وثّق المرصد تجريف آليات الجيش الإسرائيلي في مايو/ أيار 2024 المقبرة الجماعية التي دُفن فيها الضحايا، خلال الاجتياح البري لمدينة رفح.

واختتم المرصد تقريره بالتأكيد على أن عائلة أبو نحل ليست سوى واحدة من مئات العائلات الغزية التي قُتل معظم أفرادها أو مُسحت بالكامل من السجل المدني خلال العدوان الإسرائيلي على غزة.

Loading...