الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:08 AM
الظهر 11:38 AM
العصر 2:22 PM
المغرب 4:46 PM
العشاء 6:07 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

معاناة الأسري : نذر الانتفاضة الثالثة وواقع التهدئة

مكتب غزة – شبكة راية الإعلامية
كتب رمزي أبو جزر

مشهد التضامن مع الأسري في الضفة وغزة كان اكبر من أن يتم احتوائه بقنابل الغاز والرصاص والتهديد، هذه هي الحقيقة التي تفجرت في وجه الإسرائيليين، حيث بدت مقولة الربيع الفلسطيني تتجسد على الأرض عبر إرادة الفعل الشعبي المقاوم والذي بدا أكثر وعيا بمعركته التي يشكل الأسري عنوانها الأبرز حيث ألقت بضلالها على مجمل المشهد السياسي والأمني   
ففي غزة هناك اعتقاد واسع يسود لدي المراقبين للشأن ألفلسطينيي أن حالة اللاتهدئة واللاحرب التي تم التوصل إليها مؤخرا عقب معركة  الأيام الثمانية بدت تتأرجح مجددا على وقع التصعيد الاسرائيلي المتدحرج وخروقاته المتواصلة ليس فقط على الصعيد الميداني بل كذلك على صعيد القضايا الحساسة والتي تشكل قضية الأسري احد خطوطها الحمر.

الخروج من التهدئة   :
التهدئة في غزة لم تعد مكسبا استراتيجيا لمن توصل إليها، بل تحولت إلى وسيلة للاحتلال لكسب المزيد من الوقت لتنفيذ جرائمه على الأرض، حيث أدخلت الفصائل في قطاع غزة في حالة من الحرج في ظل هذه الممارسات الإسرائيلية والتي تضرب صبح مساء بكل الاتفاقات عرض الحائط .
فالمسيرات التي انطلقت في غزة للتضامن مع الحركة الاسيرة في جمعة كسر الصمت كانت بمثابة إعلان عن هذه المعركة التي بدا الاستعداد لها فالتهدئة دائما كانت تغذي مفهوم المواجهة في القطاع  .
المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية أبو مجاهد أكد لمراسل شبكة راية  الإعلامية ان التهدئة المعلنة في القطاع لن تعود ذات معني في حال استشهاد اى من الأسري في سجون الاحتلال وان الفصائل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الممارسات الإسرائيلية
ودعا أبو مجاهد الراعي المصري لاتفاق التهدئة وصفقة التبادل في قطاع غزة إلى ضرورة التحرك العاجل ولجم الاحتلال عن ممارساته بحق الأسري في سجون الاحتلال والتي بدت تنذر بانفجار الأوضاع دوامة العنف مجددا في قطاع غزة .
هذا الرأي حول التهدئة هو محط إجماع اليوم في غزة من قبل كل الفصائل الوطنية والإسلامية والتي تري أن معركة جديدة على غزة باتت قاب قوسين أو ادني

 

نذر ألانتقاضه الثالثة
هذا العنوان بدا بتعزز يوما بعد يوما في ظل تفاقم الأوضاع الفلسطينية على كل الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية وبدت ملامح هذه الانتفاضة تبرز معالمها في ظل معاناة الحركة الأسيرة والتي يتعرض أحرارها إلى عمليات تصفية ممنهجة لكسر الإرادة التي تفجرت داخل معاقل الحرية في وجه الجلاد الاسرائيلي

المتحدث باسم مؤسسة مهجة القدس ياسر مزهر دعا في حديث لمراسلنا إلى ضرورة تصعيد التحركات الشعبية وحالة الاشتباك مع الاحتلال في كل الأماكن  للضغط عليه للإفراج عن الأسري المضربين عن الطعام وللتأكيد على مدي الالتفاف الشعبي حول هذه القضية التى تشكل احد الثوابت الرئيسية
وناشد مزهر المجتمع الدولي بسرعة التحرك لإنقاذ حياة أسرانا والتي باتت مهددة بالموت في ظل صمت دولي وعربي .

لكن آخرون اعتبروا أن انتفاضة فلسطينية ثالثة هي مطلب إسرائيلي  في الأساس للهروب من استحقاقات سياسية في ظل الأزمة الحكومية الراهنة بعد التحولات السياسية داخل اسرائيل والتي جاءت بعتاة اليمين عبر الانتخابات بالإضافة إلى حالة الفراغ السياسي وعدم جدية الاحتلال في التوصل إلى تسوية سياسية مقبولة .

صمت وتواطؤ دولي على الجريمة :
الصمت هو السلاح الذي يذبح ألان فيه الأسري الفلسطينيين اليوم رغم ضجيج المواقف التى يجري اتخاذها عربيا وربما دوليا فالقمة الإسلامية الأخيرة والتي أكدت على أهمية موضوع الأسري ظلت رهينة الأوراق التي كتبت عليها، دون تحرك جدي حقيقي ضاغط على الاحتلال
لا تختلف المواقف الأوروبية عن سابقاتها  العربية فالتحذير الصادر من أوساط أوروبية حول أوضاع الأسري، لن تجمل وجه العالم القبيح والانحياز السافر لتل أبيب . 
حيث يعتقد قطاع واسع من الشارع الفلسطيني أن المواقف الغربية لن تقدم أو تأخر فإسرائيل دأبت على الخروج وتجاوز كل هذه القرارات دون اى اعتبار لثقل هذه القوي أو تأثيرها
لكن هذه التحركات الغربية وان كان الفعل الشعبي أيقضها من سباتها أو تواطئها لم تعد تقنع الفلسطينيين ولا تخفي الانحياز الواضح للإسرائيليين لكنها كشفت لهذا العالم مزاعم الإنسانية وشرعة الحقوق التي ينادي بها .


ميدان الاشتباك السياسي  
هذه الإستراتيجية السياسية الجديدة والفعالة هي الرد الفلسطيني على هذه العنجهية الإسرائيلية تجاه الحقوق الفلسطينية وهي إستراتيجية عززها الانتصار الفلسطيني الذي تحقق في الأمم المتحدة بعد حصول فلسطين على مكانة دولة مراقب في الهيئة الأممية .
نقل المعركة إلى العالم وتدويل قصية الأسري هي المواجهة الجديدة التي يجري التحضير لها وهو ما بدا واضحا في خطاب الرئيس محمود عباس في مسيرات التضامن مع الأسري حيث أكد أن هذه القضية هي أولوية سياسية ولن يكون هناك اى انفتاح للمسار السياسي دون تحقيق حريتهم أولا .هذا الموقف أراح الكثيرين واعتبروه خطوة متقدمة أخري على صعيد استعادة الحقوق .

مهما اختلف الفلسطينيون على تنوع مشاربهم السياسية إلا أن قضية الأسري تبقي عنوانا وحدوياً للكل بوصفها ثابت وعنوان لمظلومية وعدالة هذه القضية .

Loading...