(بالصور) "فكّر بغيرك" حملة تجمع الحسّ الإنساني والواجب المجتمعي
الخليل- رايــة:
طه أبو حسين: لا يخفى على أحد، بأن كل المجتمعات فيها الغنيّ والفقير، المحتاج والمتعاون، وخلال المنخفض الثلجي الأخير "اليكسا" الذي فرض بياضه على أرض فلسطين وكانت الخليل صاحبة نصيب الأسد، حينها استطاع الأبيض أن يحدد فجوات الفقر والحاجة بصورة أكثر وضوحا، لا سيّما من تنقصه الملابس ليدفأ جسده الذي سطا عليه البرد، وما أدراك ما سطوة البرد إن اجتمعت مع الفقر؟.
في تلك الفترة تنامى الشعور الإنساني والواجب المجتمعي لدى فئة من الشباب الخليلي، ففكروا بالفقراء الذين يموتون بردا، ولا ملتحف لهم إلا الله. اجتمعوا وناقشوا الأمر ووجع المحتاج، ثمّ قرروا أن يفكروا وينفذوا من خلال حملة سمّوها " فكّر بغيرك".
" فكر بغيرك، جاءت فكرة هذه الحملة في شهر كانون الأول مع الثلوج الكثيفة، فهناك مواطنين شعرنا بأنه لم تتوفر لديها ملابس تقيها سطوة البرد، ففكرنا بجمع الملابس المستعملة التي تتلفها الناس، فنحن نجمعها ونسخّر طاقات المتطوعين لجمعها وتصنيفها ومن ثم توزيعها" هذا ما قاله رأفت الشنتير أحد القائمين على الحملة.
وأضاف الشنتير لمراسل راية في الخليل:"جاءت المبادرة انطلاقا من الدعوة للتفكير بالغير بقياس ما يتوفر عند كل مواطن وتقديم ما يزيد عن حاجته لمن لا تتوفر لديه القدرة على توفير تلك الملابس، فمن من هذه المنطلق هناك أناس وضعها مأساوي وآخرين وضعهم ممتاز، فمن الجميل أن يكون هناك تعاون وتعاضد بين جميع فئات المجتمع، ولهذا كانت حملة فكر بغيرك"،
وبيّن معتز التميمي أحد القائمين على الحملة لمراسل راية في الخليل بأنه تم جمع ملابس بما يكفي مئة عائلة في محافظة الخليل في المرحلة الأولى من الحملة، وهذه الملابس بحالة جيدة جدا تناسب مختلف الفئات العمرية للعائلات المستهدفة.
وأضاف التميمي:" كان كل ذلك بناء على قوائم للعائلات المحتاجة ، فكان هناك تأكد للمعلومة والعائلة حتى نصل للناس المحتاجة بصدق، حتى لا يكون هناك أسماء وهمية وأسماء لا تستحق هذه المعونات، واقتصرت حملتنا على الملابس المستعملة لأنها متوفرة عند كل عائلة، بالتالي إشراك أكبر شريحة من المجتمع للتبرع الأمر الذي يساهم في إعانة أكبر قدر من المحتاجين".
ويشارك في الحملة المجلس التشريعي الشبابي الذي يحاول المساهمة في الخدمة المجتمعية، وفي دوره يتحدث رائد الأطرش أحد أعضاء المجلس:"ما يميز حملة فكر بغيرك، أننا نصون كرامة الناس، بمعنى أننا نذهب للمحتاج والفقير دون أن يأتينا، وهذه خطوة سابقة، فعادة يأتي المحتاج ليطلب المساعدة، لكن نحن نذهب للمحتاج ونقدم ما يحتاجه لنصون كرامته".
وانضم لهذه الحملة أكثر من ثلاثين متطوعا يجمعهم الحسّ الإنساني والروح التطوعية، وفي هذا الإطار تتحدث المتطوعة إيمان عبد الله:" نحن راغبين بالتطوع لنوصل رسالة للناس بأن هناك أناس محتاجين يستحقون المساعدة، والدافع وراء تطوعي هو إحساسنا بأن هناك عائلات محتاجة، وواجبنا أن نساعد الآخرين من منطلق الدافعي المجتمعي، وأنا سعيدة لمشاركتي بمثل هذه الحملات، ودعوتي للجميع بأن يقدموا المساعدات للفقراء لتعمّ المحبة بين الجميع".
أما إحسان الأيوبي وهو أحد المستفيدين من الحملة، يقول:" أنا أشكر القائمين على هذه الحملة، والملابس جيدة جدا وتناسب جميع الأعمار، والإنسان المحتاج يحاول أن يرضي ربه أولا بتلبية احتياجات أسرته، ومن ثمّ يحاول أن يرضى أولاده بتوفير الملابس لهم، وهذه الحملة وفرت لي ما لا أستطيع توفيره، فجزاهم الله كلّ الخير".
وحسب القائمين على الحملة، فقد قسمت لثلاث مراحل، الأولى جمع الملابس، والثانية الفرز والتصنيف بناء على الفئة العمرية، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة التوزيع على الفئات المستهدفة والتي تبيّن أنها فعلا بحاجة ماسة للمساعدة، وسيكون ذلك من خلال مجموعة من المتطوعين الذين تكفّلوا بهذه المهمة.
وفي رسالة حملة فكّر بغيرك، حملت مضامين وحدة الشعب، والتكاتف والتعاضد بين جميع فئات المجتمع، لأن الناس للناس، ويستطيعوا أن يكونوا يدا واحدة من خلال هذه الحملات التي تزيد من تكاتف وتحابب المجتمع.
الجدير بالذكر أن حملة فكّر بغيرك ينفذها مركز اكسلنس للتعليم وخدمات التدريب بالشراكة مع المجلس التشريعي الشبابي ومحافظة الخليل.
