بيادر بيت وزن.. من الحلم إلى الحقيقة

نابلس- رايــة:

رغم التحديات الكبيرة التي واجهها، حتى وصف تحقيقه بالحلم، كتب لملعب قرية بيت وزن بمحافظة نابلس ان يكون بأفضل شكل، وبمساحة خضراء مغطاة بالعشب الصناعي ومدرجات تكشف كل زواياه. 

ويقول رئيس مجلس قروي بيت وزن عماد الوزني: "نشأت فكرة الملعب لدي من الفترة التي بدأت أحلم بها فيه، وكنت احمل هذا الفكرة واسميها "المشروع الحلم"، هذا الكلمة التي لطالما نشرتها ورددتها على مدى سنوات".

ويضيف: "كل الذين كانوا يعرفون المنطقة التي ننوي إقامة الملعب عليها، كانوا يعتقدون أني احلم، ولم يتصوروا أن يأخذ هذا المشروع مجراه الصحيح ويصبح حقيقة".

ويشير الوزني: "نحن في المجلس كنا ندرس تكاليف أولية لتحويل منطقة من جرداء إلى خضراء على مستوى محافظة نابلس، وبعد محاولات استمرت 3 سنوات مع كل الجهات المعنية بأمور الشباب للحصول على مشروع مركز شبابي بيت وزن أيقنت حجم المعاناة التي يعانيها الشباب للحصول على مشروع واحد يخصهم".

وكان حلم شباب وأطفال قرية بيت وزن دوماً الخروج من اللعب في ملاعب الإسفلت التي لا تزيد مساحتها عن الـ300 متر إلى ملعب رحب وواسع، يستطيعون أن يمارسوا فيه الرياضة دون الخوف من الإصابات، وهذه البادرة حفزت المجلس القروي في بيت وزن على بذل كل الجهود لإقامة هذا الملعب، فالاستثمار بالشباب استثمار بالوطن، ورهان على الحصان الفائز.

ويقول الوزني: "مشروع بيادر بيت وزن مطابق للمواصفات الدولية لملاعب السباعيات التي يلعب فيها 7 لاعبين من كل فريق، وفي محافظة نابلس لا يوجد سوى ملعب دولي واحد وهو ملعب بلدية نابلس المتعثر بسبب بعض الإشكالات التي جرت فيه بالمرحلة الأخيرة من الخارجين عن القانون".

وملعب قرية بيت وزن سيكون الملعب الثاني المعشب في مدينة نابلس، حيث يبلغ طوله 56مترا وعرضه 30 مترا، ويشكل متنفس للمنطقة الغربية من محافظة نابلس.

بالنسبة لطموحات المجلس القروي، يُعلق الوزني: "نحن نطمح لأن يسلط هذا الملعب الضوء على احتياجات الشباب والأطفال الفلسطينيين، ونطمح قريباً لإطلاق مدرسة كروية بعد رمضان مباشرة ترعى الأطفال من سن 6 سنوات إلى 15 سنة، ويتلقون فيها تدريباً ضمن أسس وقواعد رياضية معتمدة".

ويوضح الوزني: "هناك الكثير من المؤسسات في هذا الوطن تقدمت بطلب استخدام هذا الملعب، والذي بعون الله سيتم الترتيب لاستضافتها قريباً تبعاً لبرنامج سيتم إعداده حال الافتتاح، و سيكون ذلك برسوم رمزية من اجل الصيانة، والتجديد والمحافظة على ديمومة الملعب".

وأما موضوع التمويل فيقول الوزني: "عندما أتكلم عن التمويل فإني أتحدث عن معجزة، فمحافظة نابلس ستبقى كما الشمال كله مظلومة في شؤون المشاريع، وحتى هذا المشروع لم يكون مدرج ضمن المشاريع لبيت وزن، ولولا جهود الناس الخيرة والمشكورة الذين ساعدوا في إتمام المشروع لما كُتب له أن يرى النور".

وخص الوزني بالذكر المجلس الأعلى للشباب والرياضة، والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم, وعلى رأسه حامل لواء الرياضة الفلسطينية وراعيها اللواء جبريل الرجوب، والذي بجهوده تتسع رقعة الرياضة الفلسطينية, متجهة نحو الأعالي, لتلامس عنان السماء.

ويأتي هذا المشروع ضمن 10 مشاريع سيغطيها المجلس الأعلى للشباب الرياضة والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، وبتمويل من الفيفا بمبلغ يفوق 50 ألف دولار لتركيب العشب الصناعي الذي تم استيراده من هولندا فيما يوافق مواصفات، ومقاييس الفيفا العالمية.

وحضر لزيارة الملعب منذ مدة وجيزة وفد من سويسرا والأردن، والاتحاد الفلسطيني للاطلاع على سير العمل فيه.

ويشير الوزني: "تم إنشاء المركز وتهيئة المكان والجدران للملعب بجهود المجلس القروي، وبالتعاون مع مركز بيت وزن الشبابي، وجهود الشباب في الإعمال التطوعية التي اشعر بالفخر أن أكون جزء منها، وأن يكون المجلس راعيا لها".

يقيم المجلس القروي والمركز الشبابي في بيت وزن إعمال تطوعية مختلفة كل 3 شهور كتنظيف شوارع القرية، وزراعة الأشجار، ودهان الأرصفة، وغيرها من النشاطات.

ويُعلق الوزني:"هذا الجهد الجماعي الذي يحدث في بيت وزن ما هو إلا محصلة توافق شبه تام داخلها، فبيت وزن تتميز بتكاتف أهلها وتعاضدهم في الخير رغم كل الظروف".

ويقول:" تم تجهيز أرضية الملعب وبناء الأسوار حوله، وإنشاء البناء الذي يحتوي على مقر للمركز الشبابي، والجمعية النسوية، وقاعة متعددة الإغراض بالاضافة للمرافق العامة للمبنى".

وبخصوص الفئة المستهدفة من المشروع يتحدث الوزني: "هذا الملعب قدمه المجلس القروي هدية لشباب بيت وزن، وسيكون متاحا للاتحاد العام المعاقين في مدينة نابلس اسبوعيا في الوقت الذي يريدونه، وكذلك قدمنا لجمعية التضامن الخيرية لرعاية الأيتام، وسيكون الملعب متوفر لهم بشكل مجاني".

ويدعو الوزني:" بعد الافتتاح الذي نتمنى أن يكون في نهاية هذا الشهر قبل شهر رمضان المبارك، نحن ندعو أي مؤسسة عامة غير ربحية للاستفادة من  خدماتنا، فنحن جزء من هذا المجتمع نسعى جاهدين للارتقاء فيه".

ويضيف الوزني:" الجزء الأكبر من المبنى موله المجلس القروي، وتم رصد 80 ألف شيكل العام الماضي له، وفي هذا العام رصدنا 40 ألف وسيتم تعديلها ل70 ألف أي حوالي 150 ألف شيكل، وحصلنا على 150 ألف شيكل من أهل الخير كتبرعات عينية".