هل لا يكتمل ركن الحج إلا بإطلاق الرصاص والمفرقعات النارية؟!

الخليل- رايــة:
طه أبو حسين- استقبلت محافظة الخليل حجيج بيت الله الحرام بزمامير السيارات والمفرقعات والألعاب النارية، إضافة إلى استخدام الرصاص الحي للتعبير عن فرحتهم برجوع الحجاج إلى ديارهم، وفي ذات الوقت ارتفعت وتيرة التذمر حول هذه الظاهرة التي بدأت تتفاقم، سيّما في ساعات الليل المتأخرة، مما شكّل حركة رعب للأطفال، وقلق للكبار.
حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور وتجارة لن تبور، بهذه الكلمات يهنئ المسلمين كلّ حاج، إلا أن الصورة تغيرت مع البعض بالتزامن مع إطلاق النار والمفرقعات النارية، لتستبدل بالشتائم واحتساب أمرهم لله.
الحاج عبد العليم شلالدة " 67 عاما"، أعرب عن تذمره من ظاهرة إطلاق المفرقعات النارية قائلا:" كنت نائما بأحلى منام، وفجأة استيقظت مرتبكاً بسبب إطلاق الرصاص والألعاب النارية بشكل كبير جدا، ولم أستطع النوم مجددا، وأستغرب من هذا التصرف، يعني هم عائدون بلا ذنوب، لماذا يصرون على حمل ذنوب أخرى لمجرد عودتهم، الله يهديهم بس..!!".
أما المواطنة فاطمة عمرو "33 عاما" فقد أبدت استياءها الكبير مما حصل في استقبال حجاج بيت الله الحرام قائلة:" والله حرام ما يقومون فيه، وهذا ذنب كبير أن تزعج الآخرين، فحريتك تتوقف عند حرية الآخرين، أطفالي خافوا من المفرقعات، واستيقظوا من النوم باكين بسبب كثافتها، ولم يستطيعوا النوم إلا بصعوبة كبيرة".
أما بخصوص موقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك" فقد عجّت صفحاته بمنشورات كثيرة أثناء إطلاق النار والمفرقعات النارية خلال استقبال الحجاج، فكان بعضها ساخراً، والبعض متذمراً، والآخر يتوه بالكلمات ولا يدري كيف يصف ما يحصل من عادات لا تجلب غير الضرر والإساءة كما يعبرون.
حيث نشر عضو مجلس بلدي الخليل نادر البيطار منشوراً ساخراً على الفيس بوك يطالب أهالي الخليل بسرقة النوم قبل أن تأتي قافلة حجاج أخرى قائلا:" الحمد لله، هدنه، بانتظار وصول قافلة حجاج جديدة، يا الله إلحقوا اغفو شويه، عشان نحتفل معاهم بس يوصلو، عيب...شو ننام وفي حجاج لسه مش واصلين".
أما أستاذ اللغة العبرية مازن أبو شمسية فقد حمل مسؤولية هذه الظاهرة للجهات الرسمية وكافة الأطراف التي تسهل انتشارها، وفي منشوره الفيسبوكي قال:" حسبي الله ونعم الوكيل على مستوردها، ومخلصها، ومهربها، ومشتريها، وبائعها، ومطلقها، والجهة الرسمية الساكتة عنها...إنها المفرقعات".
وعبر الشاب لؤي وزوز عن وجهة نظره بأن الحج عند بعض الناس مجرد عادة ليس إلا، مبينا في منشوره على موقع التواصل الاجتماعي:" لا تكتمل هذه العادة بصورتها المقبولة إلا بعد تقطيع بعض أشجار الأرز، وإطلاق المفرقعات والأعيرة النارية".
وأضاف وزوز ساخراً: "ملاحظة: الحج ركن من أركان الإسلام، يعني زيو زي الصلاة، بكرا بدي أصلي ركعتين وأخلي الشباب يطخولي".
في كل عام، ومع كل مناسبة، من حج وزواج ونجاح وغيرها من المناسبات المجتمعية والدينية والوطنية وغيرها، باتت ظاهرة المفرقعات تتزايد بشكل ملحوظ، ليس هذا فحسب، بل هناك إطلاق للعيارات النارية الحية بصورة واضحة وكثيفة، لتشعر نفسك كما لو كنت في جبهة حرب وليس مناسبة سعيدة، والسؤال ها هنا يطرح نفسه على لسان المواطن؛ أين الرقابة وأين الجهات المختصة من هذه الظاهرة التي تؤرق الجميع..؟!".