الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:35 AM
الظهر 11:23 AM
العصر 2:25 PM
المغرب 4:53 PM
العشاء 6:09 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الأنفاق " تحتضر" وأزماتها تعصف بالغزيين من جديد

غزة- رايــة:

سامح أبو دية

معبر "كرم أبو سالم" المعبر التجاري والمتنفس التجاري الوحيد بين قطاع غزة ومصر، ويعتبر هذا المعبر شريان الحياة الحقيقي لسكان القطاع، وترجع وحدانية هذا المعبر بسبب الافتقار إلى الاستقرار السياسي، والموافقة الدولية لتسهيل حركة التجارة للفلسطينيين.

حاجة القطاع أدت لانتشار ظاهرة أنفاق التهريب على الشريط الحدودي الجنوبي لقطاع غزة مع مصر، وقد ساهمت هذه الأنفاق منذ تشديد الحصار الإسرائيلي عام 2007 ومنع دخول عدة أصناف أساسية للقطاع، في تهريب كافة أصناف البضائع التي يحتاجها أهالي قطاع غزة، بتنسيق وتعاون مُشترك مع تجار في الجانب المصري.

الآن يبدو أن انفاق رفح لتهريب البضائع دخلت مرحلة الاحتضار الفعلي مع اشتداد حملة الجيش المصري عليها، وتنفيذ إجراءات صارمة، ونجاحها في الحد من عمليات التهريب، التي كانت تنفذ عبر الحدود المشتركة مع قطاع غزة.

فقد نتج عن تلك الإجراءات التي تصاعدت بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الثمانية الماضية، خلق حالة شح في معظم أنواع السلع المهربة من مصر إلى غزة خاصة السجائر بجميع أنواعها، حيث واصلت السجائر ارتفاعها بشكل غير مسبوق، ووصلت إلى مستويات قياسية لم تصلها منذ أكثر من 7 سنوات، لترتفع أسعارها لأكثر من 150% في عدة أيام فقط واختفاء أنواع كثيرة من الأسواق المحلية.

باقي الأصناف من البضائع التي كانت تصل القطاع من خلال أنفاق رفح، ومعظمها خفيفة وصغيرة الحجم تأثرت هي الأخرى، وتناقصت الكميات المعروضة في الأسواق، وواصلت أسعارها الارتفاع بصورة متتالية، لاسيما بعض أنواع الأجبان والمنظفات المصرية التي يعتمد عليها سكان القطاع بشكل كبير، وسلع مصرية أخرى.

وجاءت أزمة البضائع المصرية المهربة لغزة وأهمها السجائر، بالإضافة إلى أنواع أخرى من السلع الضرورية، في ذروة استمرار وتصاعد الحملات المصرية في الجانب الآخر من الحدود، والتي أسفرت عن إغلاق وتدمير كثير من الأنفاق المعروفة، وتراجع عمليات التهريب.

وحسب مصادر متعددة، فإن فرقا متخصصة من الجيش المصري، وقوات من حرس الحدود، نفذت عمليات تمشيط وبحث مكثفة على طول الشريط الحدودي، ونجحت في اكتشاف وإغلاق وتدمير المزيد من الأنفاق، وتسوية مساحات من الأراضي في الجانب الآخر من الحدود، وخلق مساحات مكشوفة.

وكانت مصادر أمنية مصرية، أعلنت في وقت سابق أن عناصر من حرس الحدود "الجيش الثاني الميداني"، تمكنت من اكتشاف وتدمير 11 نفقا على حدود قطاع غزة، ليصبح إجمالي ما تم تدميره 1813 نفقاً حتى الآن برفح.

وكانت أسواق البضائع المصرية في غزة تعرضت لأزمة حقيقية خلال الفترة الماضية، نتيجة انخفاض كميات البضائع المهربة التي تصلها، وارتفاع أسعارها على نحو كبير.

المواطن جهاد صاحب محل بيع سجائر وبقالة عامة يقول: "إن أسعار السجائر بدأت ترتفع في الأيام الأخيرة من العدوان، وظن المواطنون أن سبب الغلاء مرتبط بقصف طائرات الاحتلال للأنفاق في رفح، لكن هذا الارتفاع تزايد إلى أن وصل لحد غير مسبوق"، ما يؤكد بأن السبب ليس فقط بقصف الأنفاق وإنما لأسباب كثيرة أهمها أيضا حملة الجيش المصري لتدمير الانفاق مع غزة.

الأزمة تفاقمت بحسب ما أوضح جهاد بسبب قيام بعض التجار ومستثمري الأموال، بشراء كميات كبيرة من السجائر والسلع المصرية الاستهلاكية الأخرى من السوق، وتخزينها لفترة أكبر لتحقيق الربح بعد ارتفاع أسعارها في إشارة واضحة للاحتكار والذي يرفضه القانون بشكل واضح، وعدم المسائلة وغياب المسئول في غزة أسهم ذلك في تعميق الأزمة، وارتفاع الأسعار.

المواطن الغزي أصبح يشعر بأن الأنفاق فعلا على وشك الانتهاء، وخلال أشهر لن يكون هناك بضائع مصرية مهربة في أسواق غزة، عدا كميات محدودة تصل من خلال المعبر بطريقة رسمية، وبات الغزيون يشعرون بتكاثر الأزمات التي ستسبب مشاكل اقتصادية كبيرة ستلقي بظلالها على جميع مناحي حياتهم، ما يتوجب على المسئولين وضع حد لتلك المشكلات وإيجاد حلول سريعة قبل أن تتفاقم الأزمات أكثر مما هي عليه وينتظر المواطن الفلسطيني اتمام الاتفاق بين الجانب الاسرائيلي والفلسطيني لإدارة المعابر لإدخال كل ما يحتاجه المواطن الغزي عوضا عن سلع الانفاق المهربة التي يستفيد منها عدة اطراف في غزة.

Loading...