الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:06 AM
الظهر 11:35 AM
العصر 2:20 PM
المغرب 4:44 PM
العشاء 6:04 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

عائشة عودة..تجربة نضال من ذاكرة الثورة

رام الله - رايــة:

منال حسونة، ايهاب الريماوي

ما بين مذبحة دير ياسين مروراً بمقاومة الاحتلال وتجربة الأسر والنفي والعودة إلى الوطن "عائشة عودة" تستعيد شريط ذكرياتها وتتذكر تجربتها النضالية الفريدة التي تسجل في قاموس كفاح الشعب الفلسطيني بشكل عام والمرأة الفلسطينية بشكل خاص.

ثمة جرائم ارتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني بقيت محفورة في ذاكرة من عاشها، فلا يمكن لمن سمع بمذبحة دير ياسين إلا وذهل من هول الجريمة الاسرائيلية بحق المواطنين، كيف لا والمناضلة عائشة عودة عاشت فصول تلك الجريمة وتتذكر جيداً مشهد النزوح الجماعي للعائلات المنكوبة والطفل الذي فقد أمه أو أخته أو حتى عائلته.

 

لا شك أن مذبحة دير ياسين تقول المناضلة عودة قد شكلت أساساً للوعي النضالي الذي عاهدت نفسها أن  تفني عمرها من أجله، في سبيل مقارعة هذا العدو وتحدي جبروته، ومن هنا بدأت مسيرة مناضلة فلسطينية أربكت عدوها بصبرها وتحملها لأقسى فصول العذاب في سجون الاحتلال.

الانطلاقة

بدأت عائشة عودة نشاطها السياسي في المرحلة الثانوية من خلال انضمامها إلى صفوف حركة القوميين العرب، ثم انضمت إلى صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فنشطت في المقاومة الشعبية من خلال تنظيم المظاهرات المناهضة للاحتلال والاضرابات في قطاع التعليم وحتى الاضراب عن الطعام ثم انتقلت للمقاومة العسكرية.

كان انتقالها للعمل العسكرية العلامة المفصلية في سيرة مناضلة كانت تتوق للعمل العسكري،  بعد مشاركتها رفقة المناضلة رسمية عودة في وضع القنابل في "السوبرسول" في مدينة القدس المحتلة في 22 شباط عام 1969، والذي قتل فيه اثنان وجرح 10 آخرين وتم ايضا نسف منزل أسرتها.

الاعتقال

ولم ترد عودة  الهروب من الأسر، واعتقلت من قبل قوات الاحتلال في الأول من آذار عام 1969 وأصرت خلال التحقيقات التي استمرت 45 يوما على اعترافها بانها وضعت القنبلة بكامل إرداتها متحدية المحتل، الذي حاول أن يدفعها للتراجع عن اعترافها تحت حجج بأن يتم تغريمها أو  منحها مقابل مالي.

تعرضت المناضلة عائشة لصنوف من التعذيب البشع بهدف ترهيب المجتمع ونساء فلسطين من مغبة اشتراكهن في معركة تحرير الوطن، حتى أنها خاطبت رفيقتها الشهيدة شادية أبو غزالة التي استشهدت في نابلس بأنها قادمة إليها شهيدة في احدى جلسات التحقيق.

تحوّلت المناضلة عودة إلى قدوة هي ورفيقاتها وأخواتها المناضلات الأسيرات. وفي 21 كانون الأول عام 1970، أصدرت محكمة عسكرية احتلالية في اللد بحقها أحكاما بعدد من المؤبدات وفوقها عشر سنوات.

تفاصيل من السجن

حوّلت السجن إلى ساحة نضالية تحدت فيه السجن والسجان وحولته إلى مدرسة كادر تتخرّج منه الأسيرة كادرا نضاليا مسلحة بالثقة في نفسها وفي نضال شعبها وعدالة قضيته.

بعد أكثر من عشر سنوات أمضتها في الأسر حيث لم تيأس خلالها من أن ثورتها ستقوم بتحريرها، وقد تحقق ذلك وتم تحريرها ورفيقتها في عملية "النورس" التي تمت بين الجبهة الشعبية –القيادة العامة-  وجيش الاحتلال، وذلك في 14/3/1979. حيث أفرج عن 76 مناضل ومناضلة ( 64 أسير و 12 أسيرة) مقابل جندي إسرائيلي كان قد تم أسره إثر الاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان عام 1978.

لكن الاحتلال اشترط إبعادها هي وعدد آخر من المحررين والمحررات خارج أرض الوطن، وهكذا تم نفيهم على متن طائرة حطت في مطار جنيف الذي حصلت فيه عملية التبادل.

امضت عائشة فترة الإبعاد في الأردن لقربها من وطنها، فبقيت متواصلة مع النضال الوطني، وكانت عضوا فاعلا في لجنة متابعة الأرض المحتلة التابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إضافة إلى عملها في مؤسسة أسر الشهداء والأسرى والجرحى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى حين عودتها إلى أرض الوطن مع كوادر منظمة التحرير الفلسطينية بعد اتفاقية أوسلوا عام 1994.

ادب المقاومة

عودة التي أصدرت ثلاث كتب أدبية "أحلام بالحرية" " "ثمنا للشمس" "يوم مختلف"، كتابان لعودة تروي تفاصيل سنوات اعتقالها، وتستذكر المناضلة المغربية نادية باردلي "المغربية الشقراء" التي أردت تنفيذ عملية استشهادية 1971 .

وللذين لا يعرفون عن نادية، تعود قصتها إلى الحادي عشر من أبريل عام 1971، حين خططت، برفقة شقيقتها غيثة البرادلي وثلاثة فرنسيين آخرين، للقيام بـ "عملية فدائية" سَعَوا من ورائها إلى تفجير تسعة فنادق دفعة واحدة وسط مدينة " تل أبيب "، لكن، وبمجرَّد وصولها مرفوقة بأختها إلى مطار "اللَّد"، اكتُشِف أمرهما وعُثِر بين أمتعتهما على مساحيق شديدة الانفجار وبطاريات لأجهزة التدمير، لتُلقي أجهزة الأمن الإسرائيلية القبض عليهما، وتقضيا سنوات من عمرهما في السجون.  

تختم المناضلة عائشة عودة : "النضال مشروع حياة في ظل حالة الضياع التي نعيشها حيث لا يوجد مجال أن أبحث عن شيء آخر، وحياتي قيمتها بمشاركتي في هذا النضال، أمضيت عشر سنوات في الأسر ووضعت كتابين عن تجربتي في الأسر، ومن يمتلك تجربة حقيقة في النضال فهنا تكمن قيمة حياته، والحياة خارج النضال ليس فيها أي معنى، وكان الابعاد اصعب من السجن، ففي السجن أتحدى عدوي وفي الابعاد اصبحت على الهامش وتحت المراقبة".

Loading...