لمسات عصرية على الثوب الفلسطيني ... تصل للعالمية

رام الله- رايـــة:
مجدولين زكارنة-
في ظل تسابق فتيات هذا الجيل لمواكبة صيحات الموضة المستوحاة من بيوت الأزياء الغربية، وقلة الرغبة في إرتداء الثوب الفلسطيني التقليدي، تبدع سيدات فنانات في إبتكار قصات وتصاميم وإضافات عصرية الى الملابس اليومية و الثوب الفلسطيني التقليدي الذي لطالما كان جزءا مهما من حياة المرأه الفلسطينية العتيقة ليجعلن منها أكثر ملائمة لصبايا هذا الجيل ومتطلباتهن إضافة إلى المحافظة على التراث والثوب الفلسطيني من الإختفاء أو إقتصار إرتداءه على المناسبات كتقليد قديم.
"نريد أن نزرع حب تراثنا المتمثل في الثوب الفلسطيني المطرز في نفوس فتيات هذا الجيل لذلك قمنا بإبتكار قصات جديدة وإضافة ألوان غير اللون الأحمر المتعارف عليه " هكذا بدأت السيدة إعتدال يحيى حديثها لراية وهي إحدى المالكات لمعرض مطرزات وأثواب تراثية.
تستوحي النساء العاملات في التطريز رسومات الأثواب من الطبيعة الفلسطينية كالورود والزهور البرية وسنابل القمح وعروق أشجار الكرز والزنبق وشجرة السرو إضافة إلى الأشكال الهندسية الدارجة مثل المعين والمثلث والمستطيلات والمربعات والهلال والصليب إضافة إلى قطوف العنب والمناجل و بعض الحيوانات كالأحصنة التي كانت ترمز قديما إلى البطولة والإنتصار.
أما عن اللمسات العصرية التي دخلت على التطريز الفلسطيني فتتمثل في إمكانية إحضار أي قطعة ملابس تريدها المرأة سواء كانت بلوزة أو بنطال أو حتى فستان يرتدى بالمناسبات السعيدة ليتم إضافة حزام مطرز للخصر أو إضافة تطريز على أكمام البلايز أو حواف البناطيل أو شال خفيف مطرز أو قطع اكسسوارات مطرزة على أي قطعة ملابس تريدها الفتاه لتزين ما ترتديه بتراث أجدادها ولكن بطريقة عصرية وجميلة تناسب أذواقهن.
وتقول السيدة إعتدال لـ"رايــة"، "اللون الأحمر يعد أكثر لون مستخدم في عملية التطريزعلى القماش المعد للأثواب التراثية كونه اللون التراثي والتقليدي وحديثا تم إضافة ألوان أخرى لكن لا لون يعلو الأحمر فمهما دخل ألوان يبقى الأحمر هو اللون المطلوب والأكثر مبيعا.
يحتاج تجهيز ثوب كامل الى 3 شهور وأيدي عاملة لا تقل عن 3 عاملات ليتم إنجاز الثوب الواحد فهو يمر بثلاث مراحل إيتداءا بشراء القماش الخاص بالأثواب والمسمى ب "الشقة" إضافة إلى أخد قياسات الزبونه عند أحدى الخياطات و البدء بالتطريز عليه ثم حبكة و تسبيلة إنتهاء بذهابة للدراي كلين وتسليمة للزبونه.
وتوضح السيدة إعتدال التغيرات التي دخلت على الثوب الفلسطيني فاللون تغير ولم يعد يقتصر على الأحمر والتفصيلة أصبحت أبسط من ذي قبل إضافة لإستخدام الحرير الذي إزداد في الفترة الحالية.
وتقوم الفتيات الآن بإرتداء ما يحلو لها من أثواب المدن الفلسطينية ولم يلتزمن بثوب المدينة القاطنات بها وتلاحظ السيدة إعتدال ميل الفتيات لإرتداء "ثوب مدينة يافا الأبيض" الذي يعلو أسعار أثواب المدن الأخرى والذي يفصل حسب التواصي فقط.
الاقبال على شراء الاثواب أصبحت حب للثوب ولإضافاته العصرية اما قديما كان تمسك بالعادة والتقليد عند النساء كبيرات السن.
أما عن الفئات العمرية الأكثر إقبالاً على الأثواب فهن السيدات والآنسات الثلاثينيات بحسب ملاحظة السيدة إعتدال بحكم عملها في حياكة الأثواب وبيعها.
ويمتاز ثوب منطقة رام الله بكثرة اللون الأحمر والحرير الأحمر فيه علاوة على امتيازة ببساطة التصميم، أما سعر الثوب فيحدده حجم الشغل عليه فكلما كان اكثر زاد سعره ويتراوح سعر الثوب ما بين 100 دولار الى 2000 دولار.
موسم بيع الأثواب مقتصر على المناسبات السعيدة كالأعراس والأعياد أو كهدايا في يوم الأم.
الثوب الفلسطيني وصل للعالمية
دخلت الأثواب والملابس المطرزة الفلسطينية في أحدث تصاميم الموضة وصالات عرض الأزياء العالمية، وذلك من خلال عرض الازياء الذي قدمه منتدى سيدات الأعمال الفلسطينيات في مقر الأمم المتحدة في نيويورك الصيف الماضي، حيث حظيت قطع الملابس الخمسة التي تم عرضها على إعجاب وانبهار الحضور الذي وصل عددهم ل 300 شخص من الشخصيات العالمية البارزة، خصوصا أن المطرزات الفلسطينية كانت مصدر الهام لنحو 80% من طلبة كليات الازياء في مشاريع تخرجهم، إضافة الى الإقتراب من المستهلك العالمي والتعرف على إحتياجاته وأذواقة.
وتضيف السيدة إعتدال، الثوب الفلسطيني وصل للعالمية وهناك مواطنين أجانب "نرويجيون، روسيون، أمريكيون" يفضلون ارتداء الثوب الفلسطيني التقليدي والعصري أيضا، وأصبحنا الآن نصدر أثواب إلى الخارج ولكن بوتيرة قليلة.
ورغم كل محاولات الإحتلال الإسرائيلي لسرقة الثوب الفلسطيني فأنه لن ينجح في مساعيه فالكل يدرك انّ اليد الدموية لا تعرف معنى السحر والسلام الموجود في الثوب الفلسطيني.