القسام يتعافى "حركياً" و"نارياً".. فإلى أي مدى؟
رام الله- رايــة:
أدهم مناصرة-
زعم المحلل العسكري في هآرتس العبرية عاموس هارئيل أن حركة حماس بنت مجدداً شبكة انفاقها في قطاع غزة، وأن جزءاً منها يصل لداخل المستوطنات المحاذية للقطاع، فيما مصدر في جيش الإحتلال يقول إن بناء عوائق للأنفاق يحتاج لموازنة تقدر بما يقترب من الثلاثة مليارات شيكل.
الكاتب الصحفي المقرب من حركة حماس مصطفى الصواف قال في حديث لـ"رايـة" إن هرئيل لم يأتِ بجديد عندما تحدث عن تعافي القسام منذ انتهاء الحرب الأخيرة، مُؤكداً ان ميزانية القسام لم يُمس بها رغم ما مرت به الحركة من ظروف سياسية ومالية صعبة خلال العامين الأخيرين ارتباطاً بالمتغيرات الإقليمية.
وبين الصواف ان القسام استطاع أن يُدخل بعض الأسلحة النوعية التي لا يُمكن انتاجها محلياً وذلك من الخارج إلى القطاع، سواء عبر الحدود مع مصر- رغم اغلاق الجيش المصري للكثير من الأنفاق أو بطريقة معينة، لأنه لا يوجد سيطرة في العالم على المنطقة الحدودية بشكل كامل.
كما و أوضح ان حماس قادرة على تدبر أمرها بشكل أو بآخر من ناحية مصادر الأسلحة والأموال.
وبخصوص ما إذا كان نشر هذا التقرير في هآرتس عن تعافي حماس وجهازها العسكري يهدف تهيئة الرأي العام لمواجهة قادمة مع غزة، لم يستبعد الصواف هذا الأمر في ظل ما أسماه "صراع الأدمغة" القائم الآن بين القسام والإحتلال، كما أن كلا من الطرفين لديه ما يقلقه وما يخطط له لمواجهة اي احتمال قادم.
وختم الصواف قوله: "منذ نهاية عام 2014 يمارس الإحتلال سياسة تهيأة الرأي العام الإسرائيلي لمواجهة قادمة مع حماس ولكن معادلة الربح والخسارة مهمة لمن يريد خوض حرب ضد آخر.. وفي أية لحظة قد نجد أن الاحتلال لن يتردد في نشر قواته على الحدود لخوض حرب جديدة يحاول من خلالها تحقيق أهدافه التي فشل في جعلها واقعاً عبر حروبه الثلاث السابقة".
وحسب المراقبين العسكريين وبناء على المعطيات سالفة الذكر، فإن القسام قد تعافى "حركياً" من خلال تعزيز الأنفاق الهجومية التي تُعتبر سلاحاً استراتيجياً لدى عنصر القسام من حيث سلاسة الحركة له، ومن ثم المباغتة والهجوم، وبعده الإنسحاب بسلام، بالترافق مع التعافي "نارياً"، وهو ما يعني تمكنه من التسلح بالشكل الكافي لخوض اي مواجهة قادمة سواء بتصنيع اسلحة محلية، أو تمكن القسام من إدخال اسلحة نوعية قادمة من خارج غزة.
ووفقاً لللإعلام العبري، فإن جيش الإحتلال يدرك جهوزيّة الحركة، خصوصًا على خلفيّة استعادة حماس لقدراتها التي تضرّرت من الحرب الأخيرة، وعلى رأسها استعادة الأنفاق الهجوميّة، والتي بناءً على تقرير "هآرتس" فإنّ جزءًا منها قد صار ممتدًّا إلى ما تحت المستوطنات.
وفي حالة نجاح حماس بضربة نوعيّة في الضّفّة، يقول هرئيل، إنّ سيناريوهين يقفان في مثل هذه الحالة أمام الطّرفين الإسرائيليّ والفلسطينيّ. السيناريو الأوّل هو الانجرار نحو تصعيد عسكريّ في المواجهة، ما قد يزيد الثّمن كثيرًا في خسائر الأرواح والممتلكات.
وأما السيناريو الثّاني، يكمن في إقدام قيادة القسام (محمّد ضيف، مروان عيسى وصبحي سنوار) على ضربة عسكريّة استباقيّة وهجوميّة عبر الأنفاق، وذلك في حال شعور الحركة بخطر يداهم أنفاقها هذه، والتي تعتبرها رصيدًا عسكريًّا لها. وفي هذه الحالة سيكون الثّمن أيضًا غاليًا، كما ترى الدوائر العسكرية الإسرائيلية.
