زقوت لراية: نحذّر من انهيار غير مسبوق في النظام الصحي
حذر الدكتور بسام زقوت، مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة، من كارثة إنسانية وشيكة خلال الساعات القليلة المقبلة، في حال استمرار منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي إدخال الوقود إلى القطاع، وخاصة للمؤسسات الصحية والمستشفيات.
وقال زقوت في تصريحات إذاعية إن المستشفيات في غزة، والتي تُعتبر آخر الخطوط الأمامية لإنقاذ الأرواح، تواجه خطر التوقف الكامل عن العمل بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات والمعدات الطبية الأساسية.
وأوضح زقوت في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية أن المستشفيات تعتمد بشكل كلي على الوقود لتشغيل غرف العمليات، وأجهزة غسيل الكلى، وحضانات الأطفال، والعمليات الجراحية الطارئة، مشيرًا إلى أن توقف هذه الخدمات يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة الآلاف من المرضى والمصابين.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتبع سياسة "التقطير"، عبر السماح بإدخال كميات يومية محدودة من الوقود لا تكفي للاحتياجات الفعلية، مما يضع المستشفيات في حالة استنفار دائم وتهديد مستمر، وهو ما وصفه بنهج جديد لفرض الانهيار الصحي بطريقة ممنهجة.
وأضاف زقوت أن ما يحدث يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان والقوانين الدولية، مؤكدًا أن الاحتلال يتعمد تدمير المنظومة الصحية في غزة، بالتزامن مع قصف مستمر ونزوح جماعي تجاوز 85% من السكان، ما يزيد من تفاقم الأزمات الإنسانية.
وفي حديثه عن الأوضاع المأساوية التي يشهدها القطاع، استعرض زقوت قصصًا إنسانية مؤلمة من قلب المستشفيات، بينها حالات أطفال مفقودين، وأمهات يبحثن عن أبنائهن، ومسنة بقيت تحتضن جثمان زوجها لساعات، وأم فقدت طفلها وأصبحت ترضع أطفالاً آخرين استشهدت أمهاتهم.
واختتم زقوت حديثه بمناشدة للمجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من القطاع الصحي، مشددًا على أن ما يجري في غزة ليس مجرد حرب، بل مجزرة مفتوحة بحق الإنسانية، في ظل صمت عالمي مخزٍ ومخيب للآمال.