الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

حكايا

إخلاص.. ربة المنزل وبائعة "المحارم" على الإشارة الضوئية

إخلاص.. ربة المنزل وبائعة "المحارم" على الإشارة الضوئية

خاص- راية:  مجدولين زكارنة

تمد يداها التي فضلت لفها بكفوف سوداء، ومع ابتسامة تتعمد رسمها على الشفاه تسأل "يسعد أوقاتك بدك محارم؟"، 6 سنوات على هذا الحال. يقبل السائق فيفتح الشباك متنازلا عن 5 شواقل ومتناولا علبة محارم او يرفض فتعدو الى سيارة اخرى مستغلة هبة الوقت التي تقدمها لها الاشارة الضوئية الحمراء وتسلبه من عشرات السائقين وسط البيرة.

قبل ان تقف اخلاص المُكّناه "إم احمد" لتبيع المحارم في قلب مدينة البيرة كانت في مكان اخر تبيع بشكل أفضل مكّنها من شراء بيت لعائلتها بمساعدة زوجها الا ان اشتكاء المستوطنين لجنود الاحتلال منعها من الاستمرار في العمل قرب حاجز جبع الاحتلالي شرق القدس الذي يمره الفلسطينيون والمستوطنون في مقطع لا يطول كثيرا قبل الإنفصال كل طرف في مسرب. 

 تنحدر اخلاص "30 عاما"، من محافظة قلقيلية وكانت رفيقة لوالدتها المصابة بالسرطان قبل ان تتتوفى الاخيرة وتتزوج اخلاص ابنة الـ16 عاما من رجل يقطن محافظة رام الله والبيرة.

"انا ببين أكبر من عمري لما زوجوني أهلي كنت مبينة بنت 20 طلعوني من المدرسة وزوجوني وكل شيء نصيب".

انجبت اخلاص ستة من الأبناء ولكن ابنتها ذات 18 شهرا أحد الأسباب التي تجعل قلب الام دائم القلق: "اترك طفلتي الصغيرة عند قريبة لي لكي اعمل و أؤمن بمساعدة زوجي مصاريف الاولاد وأسدد الديون".

في مكان اخر يعمل زوج اخلاص بذات المهنة التي على ما يبدو انها توفر لهم ما يكفي لإسعاد اطفالهم تقول:" لا نحرم أولادنا من شيء كل ما يطلبوه نوفره لهم من خلال عملنا في بيع المحارم".

عرض زبائن اخلاص عليها العمل في البيوت او رعاية مسنين ولكنها رفضت تقول: "ابنتي صغيرة اذا احتاجتني استطيع الوصول اليها فورا لأنني صاحبة الوقت والعمل اما التزامي بعمل تحت إمرة يلزمني بالبقاء ويمنعني عن ابنتي".

أقصى احلام إخلاص كانت في الانتقال من بيت استئجار الى آخر ملك يزيح عبئ الدفع الشهري عن كاهلها وزوجها الذي يعمل في ذات المهنة التي مكنتهم من تحقيق حلم جماعي.

ولا تملك الثلاثينية ام احمد حلما او هدفا فرديا لنفسها عند سؤالنا لها عن حلم تتمنى تحقيقه في يوم ما، فقد انساها هم توفير لقمة عيش حلال لأطفالها، ان تفكر بنفسها.

لم تضع البائعة المتجولة نقابا يخفي ملامح وجهها كما اعتدنا ان نرى الكثير من البائعات ولم تختر الجلوس ارضا مادة يدها للتسول من المارين كالمشاهد التي نصادفها يوما في شوارع رام الله .. ما الذي منعها من طريقة أسهل للكسب ؟ تجيب: "استطيع ان اعمل متسولة وأجني أكثر واستطيع اخفاء شخصيتي ولكن اريد اطعام اولادي لقمة حلال بلا تسول او استعطاف طالما بقيت بصحتي وعافيتي سأبقى في عملي الى ان ننهي ديوننا واقساط المنزل".

بدت اخلاص لنا فخورة بعملها ولكن غصة الهموم ظهرت في نبرة صوتها جليا على الرغم من ابتسامتها الدائمة.

لم تحاول المرأة التقدم بطلب مساعدات من وزارة الشؤون الاجتماعية لضيق حالها وتقول انها صغيرة وقادرة على العمل ولن تطلب المال من أحد.

تركنا فاطمة وهي تتنقل بين السيارات محاولة بيع ما بقي معها من علب محارم فهنالك موعد يومي تحتدم فيه مع الشمس أوالبرد وهنالك موعد اخر للعودة الى المنزل لممارسة أمومتها فور انتهاء اخر حصة مدرسية لأولادها.

 

Loading...