شهداء على الحيطان..مبادرة طلابية توثق حياة الشهداء

جمانة بياتنة

"شهداء على الحيطان" مبادرة طلابية تطوعية مستقلة، نشطت في جامعة بيرزيت، أخذت على عاتقها تخليد شهداء فلسطين، من خلال توثيق وأرشفة سيرتهم الإنسانية والنضالية، بهدف ترسيخ أسماء الشهداء وبطولاتهم في ذاكرة الكل الفلسطيني، وخلق حالة من التضامن المجتمعي مع عائلات شهداء ومناضلي القضية الفلسطينية.  

المبادرة التي جاءت خلال مساق دفاتر الفداء للدكتور عبد الرحيم الشيخ في جامعة بيرزيت عام 2018، تتكون من خمسة عشر طالب وطالبة يعملون على انتاج مواد إعلامية عن الشهداء ونشرها على شكل أفلام أو مقالات أو ندوات حوارية أو بوسترات أو رسومات وجداريات على الحيطان، تقول هدالة شتية، إحدى مؤسسي مبادرة شهداء على الحيطان،وطالبة الاعلام في جامعة بيرزيت إن العمل يبدأ بتوزيع مجموعة من أسماء الشهداء على أعضاء المبادرة لجمع معلومات عنهم، ومباشرة يتم زيارة عائلات الشهداء، لجمع المعلومات حول كل شهيد" مضيفةً أن المبادرة حالياً تعمل على إحياء ذكرى شهداء مقابر الأرقام، وشهداء الانتفاضة الأولى والثانية وشهداء هبة 2015، وكافة الشهداء في كافة مراحل النضال الفلسطيني.

وحول أهمية هذه المبادرة، أكدت "شتية" أن الشهيد ليس مجرد رقم أو إسم أو تاريخ، بل كان له في حياته أسرة وأقارب وأصدقاء، وتعرض في حياته إلى قصص وتجارب إنسانية أو بطولية وقصص وتجارب أخرى تركت بصمة في محيطه أو حارته قبل استشهاده، ويأتي دورنا هنا لتوثيق هذه القصص والتجارب، وتقديمها مع كلمات للشهيد على أحد الجدران، وذلك لتخليد ذكراهم، والاستفادة من تجاربهم".

 وعن المعيقات التي تواجه المبادرة، أشارت اشتية إلى أن انعدام الموارد المالية، هو أحد أهم الأسباب في سرعة الأداء، حيث أن أعضاء المبادرة يعتمدون على مواردهم الخاصة، ومصروفهم الشخصي في تمويل الاتصالات والتنقلات وطباعة البوسترات، كما أن التعرف على عائلات الشهداء والوصول لهم يعتبر أحد أهم المعيقات، حيث ان بعض العائلات ترفض الحديث عن تاريخ أبنائها.

وحول مستقبل هذه المبادرة وانتشارها، أكدت "شتية" وجود إقبال من طلبة بيرزيت والمدارس المحيطة للمشاركة في هذه المبادرة، وأن العمل جارٍ لتطويرها للوصول إلى بيت كل شهيد وتوثيق حياته صوتاً وصورة من خلال مقابلات تلفزيونية مع عائلته وأصدقائه، موضحةً أن المبادرة ستوسع نشاطها ليشمل توثيق حياة الأسرى القابعين في سجون الاحتلال.