"مدى" يدين اغتيال الصحفي حسن اصليح بجريمة قصف مستشفى "ناصر الطبي" جنوب القطاع
يدين المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" بأشد العبارات جريمة اغتيال مدير وكالة "علم 24" الصحفي حسن عبد الفتاح إصليح (43 عاما)، التي وقعت أثناء تواجده في قسم الحروق في مستشفى "ناصر الطبي" بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة لتلقي العلاج من إصابة سابقة ناتجة عن الاستهداف المباشر للصحفيين خلال عملهم الميداني.
وكانت طائرة انتحارية متفجرة قد انفجرت في الغرفة التي تواجد بها الصحفي فجر اليوم الثلاثاء ما أدى لتدمير أجزاء من المبنى المستهدف واستشهاده على الفور، بعد تكرار تهديدات قوات الاحتلال له وتحريض المستوطنين ضده، من خلال المنصات الإلكترونية التابعة للاحتلال، أو تهديدات مباشرة من المتحدثين باسم الجيش حيث توعدوه بالقتل أكثر من مرة منذ أن بدأت الحرب في السابع من أكتوبر 2023، ما يرفع عدد الصحفيين/ات الشهداء منذ بداية العام الحالي إلى 27 صحفي/ة.
لقد شكل استهداف الصحفي إصليح داخل منشأة طبية انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني الذي يحمي العاملين في المجال الإعلامي والمرافق الصحية في أوقات النزاعات، ويعكس إمعان قوات الاحتلال الإسرائيلي في سياسة القتل الممنهج للصحفيين الفلسطينيين، الذين يقومون بواجبهم المهني في نقل الحقيقة وتوثيق جرائم الحرب والانتهاكات اليومية بحق المدنيين.
ويعد الصحفي حسن إصليح من أبرز الصحفيين الميدانيين في قطاع غزة، حيث عمل على تغطية العدوان الإسرائيلي منذ بدايته بشجاعة وتفانٍ، رغم الخطر الشديد الذي واجهه الصحفيون خلال الأشهر الماضية، وقد وثق من خلال عدسته معاناة السكان وآثار القصف والدمار، مما جعله هدفا متكررا لقوات الاحتلال، التي سبق أن استهدفته وأصابته وحرضت ضد بالقتل قبل اغتياله اليوم.
إن مركز "مدى" إذ يعبر عن بالغ حزنه لفقدان الزميل حسن إصليح وغيره من الصحفيين/ات، يحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة، ويجدد دعوته إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ولا سيما المقررين الخاصين المعنيين بحرية الرأي والتعبير وحماية الصحفيين، للتحرك الفوري من أجل فتح تحقيق مستقل في جرائم استهداف الصحفيين في فلسطين، ومحاسبة مرتكبيها، وتوفير الحماية الدولية للإعلاميين الفلسطينيين.
كما يدعو "مدى" المؤسسات الحقوقية الدولية إلى توثيق هذه الجريمة ضمن ملفات الانتهاكات الجسيمة التي ترتكب بحق الصحفيين في قطاع غزة، والعمل على إدراجها ضمن التحقيقات الدولية المتعلقة بجرائم الحرب.
