خاص| كيف تدعم "سوا" أهالي غزة؟ أهيلة شومر تجيب وتوضح أهمية الرقم 164

مع استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، لا تتوقف المعاناة عند الجرحى والشهداء وركام المنازل، بل تتسلل إلى الأعماق.. إلى النفس المتعبة، والطفولة المصدومة، والنساء المنكوبات.

في هذه الحالة الطارئة، برزت مؤسسة سوا كواحدة من المؤسسات الفلسطينية القليلة التي توفر دعمًا نفسيًا متخصصًا في أوقات الكوارث، عبر رقم مجاني مفتوح أمام كل من يبحث عن من يسمعه.

في حديث خاص لـ"رايــة"، قالت أهيلة شومر، المدير العام لمؤسسة سوا، إن المؤسسة ومنذ بداية العدوان، فعّلت تدخلات طارئة ونفسية عبر الهاتف لأهالي قطاع غزة والضفة الغربية، مشيرة إلى أن "الناس لا تحتاج فقط للمأوى والطعام، بل أيضًا إلى من يسمعها".

وأفادت شومر الوضع النفسي في قطاع غزة كارثي، وأن المواطنين يعيشون في حالة "صراع بقاء" بسبب القصف المستمر، وانعدام الأمان، وفقدان الموارد الأساسية.

وقالت شومر: "ما يجري في غزة يتجاوز قدرة الإنسان على التحمل… الناس هناك لا يبحثون فقط عن مأوى أو غذاء، بل عن أحد يسمعهم، يطمئنهم، ويخفف عنهم هذا الرعب اليومي".

وأضافت: "منذ بداية العدوان، أطلقنا الرقم المجاني 164، ووفرنا من خلاله الدعم النفسي الطارئ، وهو أشبه بالإسعاف النفسي الأولي للمتضررين في غزة والضفة أيضًا".

وأوضحت شومر أن الخط الهاتفي للمؤسسة يعمل منذ أكثر من 27 عامًا، ويتمتع بثقة كبيرة بين المواطنين، مشيرة إلى أن فريق المؤسسة يتلقى يوميًا ما بين 100 إلى 150 اتصالًا، تتم متابعتها من خلال طاقم من 25 مرشدًا ومرشدة.

ولفتت شومر إلى أن: "من أبرز القضايا التي نستقبلها حاليًا في غزة هي حالات الفقدان، الصدمة المتكررة، وصدمات الأطفال، إضافة إلى قضايا العنف الأسري والجنسي، والتي شهدت تصاعدًا مقلقًا للغاية في الفترة الأخيرة".

وأضافت: "نحن لا نقتصر على الدعم النفسي فقط، بل نقوم بتحويل الحالات التي تحتاج مساعدات غذائية أو صحية أو إيوائية إلى مؤسسات محلية ودولية، ونعمل بتنسيق دائم مع شركاء مثل اليونيسف لتقديم خدمات متعددة".

وشددت شومر على أن "النساء في غزة يعانين من العنف حتى في أماكن النزوح والخيام، ونتلقى بلاغات متكررة حول استغلال النساء والأطفال في ظل ضعف الحماية، وتشتت العائلات، والانهيار الكامل للبنية المجتمعية".

أما بخصوص الضفة الغربية، فقالت شومر إن هناك "اختلاف في طبيعة الأزمات، فالمواطنون في الضفة يعانون من العزل، الاعتقالات، وهجمات المستوطنين، لكن أبرز ما لاحظناه هو شعور العجز الكبير تجاه ما يحدث في غزة، وهو ما يعبر عنه المتصلون باستمرار".