"الضغط حتى الاستسلام".. باحث سياسي يكشف لراية استراتيجية إسرائيل في غزة

في ظل انسداد أفق الحلول السياسية وتصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يكشف الباحث السياسي الدكتور أحمد رفيق عوض أبعاد الاستراتيجية الإسرائيلية التي تستند إلى الضغط العسكري والاقتصادي والنفسي، محذرًا من أن إسرائيل لا تسعى لحل بقدر ما تدير حرب استنزاف طويلة المدى على السكان في غزة والمقاومة.

في حديث خاص لـ"رايـــة"، قال الباحث السياسي الدكتور أحمد رفيق عوض إن ما تحاول إسرائيل فعله اليوم ليس الضغط على حماس فقط، بل على المجتمع الفلسطيني بأكمله، عبر القتل، التجويع، الطرد، تدمير الملاجئ، وحتى عبر استخدام المساعدات كسلاح جديد للإخضاع والإبادة.

 وأضاف: أن إسرائيل تضغط من عدة جهات: ميدانيًا عبر تجزئة القطاع إلى مربعات، وسياسيًا عبر الوسطاء، وعسكريًا عبر الاستهداف المباشر، مؤكّدًا أن هذه المحاولات تهدف إلى تفكيك المجتمع الفلسطيني وفصله عن المقاومة.

وأوضح عوض أن الاحتلال يراهن على الزمن كعامل أساسي في معركته، لكنه أغفل أن الحرب تحولت إلى حرب استنزاف أنهكت المجتمع الإسرائيلي كما الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الاحتلال يخسر معنويًا وسياسيًا رغم أدوات التدمير الهائلة التي يستخدمها.

ولفت إلى أن الضغط على غزة بات متعدد الأبعاد، حيث لا يقتصر على الميدان بل يشمل أيضًا البعد النفسي والاقتصادي والاجتماعي، في ظل انعدام أي أفق سياسي يطرحه الاحتلال، ما يعني – بحسب وصفه – أن إسرائيل تسير نحو "حرب من أجل الحرب" وليس من أجل تسوية.

وعن موقف حركة حماس، قال: "حماس ترفض الاستسلام، وتستخدم ملف الأسرى كورقة تفاوض أخيرة لوقف الحرب، وهي ترى أن التشدد قد يحقق لها إنجازًا، لا التسوية".

وفي السياق نفسه، وصف عوض خطاب إسرائيل بشأن المفاوضات بأنه "كاذب للغاية"، وأكد أن بيان قطر ومصر يثبت أن الأطراف الوسيطة تبذل جهدًا فعليًا، لكن الولايات المتحدة وإسرائيل لا ترغبان فعليًا في إنهاء الحرب، بل في إنهاك المقاومة وكسر إرادة الشعب الفلسطيني.