واقع الحصار في الضفة: دعوة لاستجابة لامركزية تعزز صمود الفلسطينيين

يناقش برنامج "مع الناس" عبر شبكة رايـــة الإعلامية الواقع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون في الضفة الغربية نتيجة إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 900 حاجز وبوابة حديدية، مما أدى إلى عزل مناطق عديدة وحرمان السكان من أبسط مقومات الحياة الأساسية، خصوصًا في مجالات الصحة والتموين والخدمات اللوجستية.

ويُبرز المتحدث، ناصر عويضات، منسق المسائل المجتمعية في ائتلاف أمان، أثر هذه الإغلاقات على الوصول إلى الخدمات الأساسية وضرورة وجود خطة حكومية متكاملة تعتمد على نموذج استجابة إنسانية محلي ومبني على اللامركزية، يعزز صمود السكان ويخفف من الأضرار.

تُشير النقاشات إلى أن النموذج المركزي التقليدي غير فعال في ظل هذه الظروف، حيث تتوفر احتياجات على المستوى المركزي لكن لا تصل للسكان بسبب التضييقات الميدانية، لذا، يؤكد ناصر على ضرورة تدعيم الهيئات المحلية والبلديات، وتشكيل لجان طوارئ محلية مجهزة بالإمكانات الضرورية مثل مخزون الغذاء والدواء وفرق الإسعاف، مع إشراك جميع القطاعات والمجتمع المدني في عملية الاستعداد.

كما تمت الإشارة إلى دروس مستفادة من أزمات سابقة مثل جائحة كورونا، حيث ثبت أن المركزية المفرطة تعيق الاستجابة وتهدد ثقة المواطنين، بينما اللامركزية تتيح سرعة استجابة ومرونة أكبر تناسب خصوصية كل منطقة.

وشدد ناصر على أن فلسطين بلد أزمات متكررة، مما يتطلب عدم الاعتماد على “نظام الفزعات” أو الاستجابة العرضية، بل بناء نظام دائم ومتكامل للطوارئ يعزز التضامن الوطني ويضمن تلبية الاحتياجات المختلفة مثل الصحة والتعليم والغذاء وحماية السكان، في ظل ظروف الاحتلال الذي يقسم الضفة ويحد من التنقل ويصعب وصول الدعم المركزي.

يظهر من خلال هذا النقاش، أن مواجهة التحديات المعقدة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في الضفة الغربية تتطلب نهجًا استراتيجيًا واعيًا يعتمد على المشاركة المجتمعية والنموذج اللامركزي لتحسين جودة الاستجابة والتخطيط للطوارئ، بعيدًا عن الحلول المؤقتة والفزعات التي تزيد من حالة عدم الاستقرار والقلق المجتمعي.