قضايا في المواطنة
خاص| استراتيجيات فعّالة للاستجابة لحالات الطوارئ في زمن الحرب

خاص - راية
سلّط برنامج "قضايا في المواطنة" الذي تبثّه شبكة "راية" الإعلامية، الضوء على سبل الاستعداد والاستجابة الفعّالة لحالات الطوارئ في زمن الحرب.
جاء ذلك في حلقة استضافت خبيرين ميدانيين هما بهاء فروخ، مدرب في مجال الاستعداد والاستجابة في حالات الطوارئ، وأمل عبيد، ميسّرة في مجال التوعية من مخاطر الأجسام والذخائر المتفجرة.
بهاء فروخ: التخطيط العائلي والوعي الفردي هما خط الدفاع الأول
أوضح بهاء فروخ أن الاستراتيجية في حالة الطوارئ تعني اتخاذ جميع الإجراءات التي تقلل أو تلغي المخاطر المحتملة خلال الحروب، ويجب أن تبدأ قبل وقوع الأحداث، وتستمر أثناءها وبعدها.
ونبّه إلى أهمية الاستعداد المسبق في ظل التصعيد المتواصل في الأراضي الفلسطينية، مشددا على أن هذه الإجراءات يجب أن تكون على مستوى الأفراد والعائلات، وليس مقتصرة على المؤسسات.
وأكد أهمية تجهيز "غرفة آمنة" داخل كل منزل، وأن تكون بعيدة عن الواجهات والنوافذ، ومجهزة بمواد غذائية وإسعافات أولية.
كما نوّه إلى ضرورة إعداد "حقيبة طوارئ" تحتوي على أوراق ثبوتية، مواد غذائية طويلة الأمد، أدوية، ومصادر بديلة للطاقة.
وتطرّق فروخ إلى تجربة غزة ومعاناة الناس من نقص في المواد رغم امتلاكهم للمال، لافتا إلى أهمية تخزين احتياطي معقول من الغذاء والدواء والمياه، وعدم انتظار حدوث الحصار أو الإغلاق للتحرك.
كما أشار إلى ضعف استجابة بعض الجهات الرسمية.
وأوضح أن بعض لجان الحماية شُكّلت في قرى شمال الضفة الغربية، مثل رام الله ونابلس، لكن الحاجة لا تزال ملحة لتوسيع هذه المبادرات.
وشدد أن على كل مواطن اعتبار نفسه صانع قرار ومسؤول عن أمنه الشخصي.
في حديثه عن مخيمات شمال الضفة، مثل جنين ونور شمس وطولكرم، أكد فروخ تنفيذ برامج توعوية حول الاستعداد والنزوح، في ظل الواقع الراهن.
ودعا إلى التخطيط مسبقًا لاحتمالات النزوح، وتجهيز الاحتياجات الشخصية والوثائق، قائلاً: "نحن في حالة حرب، ولسنا في رفاهية. التعامل العقلاني مع الموارد والاستهلاك ضروري للحفاظ على الحياة".
أمل عبيد: الذخائر المتروكة فخاخ قاتلة... والوعي خط الأمان
تحدثت أمل عبيد عن خطورة الذخائر غير المنفجرة التي يتركها الاحتلال في غزة. إذ أشارت إلى أن الاحتلال لا يستخدم نوعًا محددًا من الأسلحة، بل يعتمد تنوعًا واسعًا يشمل القنابل والصواريخ والألغام الفردية وقذائف الدبابات، مؤكدة أن 10% منها لا تنفجر فور إسقاطها.
وأوضحت أن المواطنين يفتقرون للجهات المختصة في إزالة هذه الذخائر، مما يضاعف الخطر.
وقالت عبيد: "نطلب من الناس ألا يلمسوا الأجسام الغريبة، بل أن يبتعدوا عنها ويحذروا من حولهم".
كما حذّرت من جمع الشظايا، خاصة من قبل الأطفال والمراهقين، لأنها تحتوي على مواد سامة وقابلة للانفجار.
ولفتت عبيد إلى أن الاحتلال أحيانًا يخفي المتفجرات داخل علب طعام أو تحت الأحجار، كما حصل في شمال الضفة وغزة.
وبيّنت أن جهود التوعية تستهدف البالغين الذين بدورهم ينقلون المعرفة لأطفالهم، وقالت: "نستخدم ملصقات تعليمية تبيّن أشكال الذخائر، وننبّه إلى خطورتها في أماكن مثل فرن الطين، حيث تُجمع الحطب والمخلفات أحيانًا دون إدراك خطرها".
وأضافت أن الأطفال يتعاملون مع الشظايا والذخائر على أنها ألعاب أو أشياء غير مؤذية، مما يتسبب بحوادث مروّعة، من إصابات في الأطراف والعينين، إلى انفجارات داخل المنازل.
وفي ختام حديثها، عبّرت عبيد عن أسفها لغياب التنسيق الكافي بين الجهات المعنية، وقالت: "المواطن يجب أن يكون حامي نفسه، لا يمكننا الاعتماد على وجود جهة لإنقاذنا. التوعية والتصرف الفردي الواعي هما الأداة الوحيدة المتوفرة حاليًا".
خلاصة وتوصيات
أجمع المتحدثان على أن المواجهة الفعالة لحالات الطوارئ تبدأ من وعي المواطن وسلوكه، مرورًا بالتخطيط العائلي الدقيق، وصولًا إلى المطالبة بتحرك مؤسساتي أكثر تنظيماً. في ظل غياب منظومة رسمية فاعلة في كثير من المناطق، لا بد أن يتحمّل كل فرد مسؤوليته، لحماية نفسه وأسرته من مخاطر الحرب، سواء كانت واضحة أو كامنة.
وبرنامج "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة "REFORM" ويبث عبر شبكة راية الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيم المواطنة.
فيما يلي الحلقة كاملة: