خاص| 25 بلدية خارج الخدمة.. بلدية النصيرات تحذر من كارثة صحية وبيئية وشيكة
في ظل الحصار الخانق واستمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال الوقود إلى قطاع غزة، دخلت بلدية النصيرات يومها الرابع على التوالي بدون أي قدرة على تقديم الخدمات الأساسية، لتنضم إلى 25 بلدية أخرى خرجت بالكامل عن الخدمة.
في حديث خاص لـ"رايـــة"، حذر المهندس محمد الصالحي، مدير مكتب رئيس بلدية النصيرات، من كارثة صحية وبيئية تلوح في الأفق، في ظل شلل تام في البنية التحتية وفشل المؤسسات الدولية في الاستجابة للمناشدات المتكررة.
وقال الصالحي، إن اليوم هو الرابع لتوقف كافة خدمات بلدية النصيرات، بعد مناشدات عديدة أطلقتها البلدية للجهات الدولية والحقوقية والمؤسسات الأممية من أجل إدخال كميات وقود لتشغيل المولدات وضمان استمرار المرافق الحيوية، دون أن تلقى أي استجابة حتى اللحظة.
وأوضح الصالحي أن نفاد الوقود بالكامل جاء نتيجة الاعتماد على المخزون الاستراتيجي الذي كان متوفراً قبل تاريخ 2/3/2025، بالإضافة إلى كميات جزئية كانت تُورَّد من مصلحة مياه بلديات الساحل. وكانت هذه الكميات بالكاد تكفي لتشغيل مضخات المياه والصرف الصحي، بواقع 2600 لتر يوميًا، تم تقليصها لاحقًا إلى 800 لتر فقط.
وأضاف: "منذ عشرة أيام لم نتلقَ أي لتر من الوقود، مما أدى إلى توقف شامل لكافة خدمات البلدية، بما في ذلك ضخ المياه، الصرف الصحي، جمع وترحيل النفايات، إزالة الركام، وفتح الطرقات المغلقة نتيجة القصف المتكرر."
وبيّن الصالحي أن البنية التحتية في النصيرات تشمل: 26 بئر مياه، خزانين رئيسيين بسعة 4000 كوب، 7 محطات تحلية، محطتي صرف صحي، 11 آلية نظافة ومعدات ثقيلة، 6 مركبات حركة تعمل في مختلف القطاعات.
وأشار إلى أن 180 ألف مواطن يتضررون بشكل مباشر من هذا التوقف: 100 ألف مقيم، و80 ألف نازح في المنطقة.
وتابع الصالحي: "توقف المرافق الحيوية يعني تدفق مياه الصرف الصحي في الأحياء السكنية، تراكم النفايات، وتعذر إزالة الركام وفتح الطرقات، مما يشكل تهديدًا مباشرًا على حياة السكان."
وأشار إلى أن البلدية تواصلت بشكل مباشر مع الأمم المتحدة، الصليب الأحمر، ومؤسسات إغاثية محلية ودولية، وقدمت خطة تشغيل عاجلة مرفقة بكميات الوقود المطلوبة، لكن للأسف، لم يتم التجاوب بالشكل المطلوب.
وأكد أن البلدية تحمل هذه الجهات المسؤولية الكاملة عن أي كارثة صحية أو بيئية قد تطرأ في مخيمات النزوح ومدارس الإيواء والمناطق السكنية المكتظة، لافتًا إلى أن بوادر الانهيار الصحي بدأت تظهر بشكل مقلق.
واختتم الصالحي حديثه بمناشدة عاجلة: "ندعو المؤسسات الدولية والإنسانية إلى تدخل فوري لإدخال الوقود اللازم، فبلدية النصيرات واحدة من 25 بلدية خرجت عن الخدمة، والحالة تزداد سوءًا يومًا بعد يوم. على العالم أن يصحو من موته المؤقت لإنقاذ ما تبقى في غزة."