"جوع اليوم... كارثة الغد"
أخصائية لراية: سوء التغذية في غزة "سلاح صامت" يفتك بالأطفال ويهدد الأجيال
خاص - راية
أكدت فتون دحنون، أخصائية التغذية ومديرة مركز "بيور فيت" في بيرزيت، أن قطاع غزة يمرّ بكارثة غذائية غير مسبوقة تهدد صحة السكان كافة، وخاصة الأطفال، نتيجة سوء التغذية الناتج عن الحصار والجوع المتواصل منذ ما يزيد عن 20 شهرًا.
وقالت دحنون في حديث لإذاعة "راية" إن سوء التغذية لم يعد مجرّد أزمة عابرة، بل تحوّل إلى سلاح صامت يؤثر على النمو الجسدي والعقلي للأطفال.
وأضافت: "اليوم لا يجد الناس القدرة حتى على التبرع بالدم، لأن غالبية السكان، خصوصًا الشباب، يعانون من نقص حاد في العناصر الغذائية الأساسية."
وأوضحت أن سوء التغذية يتجلى في أعراض واضحة مثل الهزال، فقر الدم، ضعف المناعة، والإرهاق العام، مشيرة إلى أن الأطفال هم الأكثر تضررًا، حيث تظهر عليهم علامات مثل الانتفاخ في البطن، ضعف في البنية، وتأخر النمو.
عواقب آنية وبعيدة المدى
وحذّرت دحنون من أن الآثار القريبة تشمل ضعف المناعة والأمراض المتكررة، بينما تشمل الآثار بعيدة المدى:
• أمراض مزمنة
• ضعف في القدرات الاستيعابية والتحصيل الدراسي
• تأخر النمو الجسدي والعقلي
• زيادة احتمالات الولادة المبكرة أو وفاة الجنين عند الحوامل المصابات بسوء التغذية
وأكدت أن غياب التنوع الغذائي وشحّ الموارد والمياه الملوثة كلها عوامل فاقمت الأزمة، حتى أصبح الخبز الأبيض - إن توفر - هو الوجبة اليومية الأساسية.
أزمة مركبة
وأضافت دحنون أن سوء التغذية لا يصيب فقط الأطفال، بل يشمل كبار السن، المصابين بالأمراض المزمنة، والنساء الحوامل والمرضعات، مشيرة إلى أن الوصول للمكملات الغذائية أو الأدوية بات شبه مستحيل.
وختمت بالقول: "نحن نواجه حرب إبادة صامتة. الغذاء أصبح مفقودًا، والماء ملوثًا، والمزارع والمصانع مدمّرة. يجب أن نتحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أهلنا في غزة، وخاصة الأطفال".