الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 3:55 AM
الظهر 12:42 PM
العصر 4:22 PM
المغرب 7:54 PM
العشاء 9:27 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

قصص مؤلمة..

رغم الحاجة والجوع.. غزيون يتجنّبون نقاط المساعدات هربًا من الإذلال والموت!

نازحون في غزة -أرشيف-
نازحون في غزة -أرشيف-

راية - أماني شحادة

في مشهد يُشبه أفلام البقاء القاتمة، تمتنع أعداد كبيرة من العائلات في قطاع غزة، عن التوجه إلى نقاط توزيع "المساعدات الإنسانية"، رغم حاجتهم الشديدة للغذاء والماء، مفضّلين الجوع على الإهانة أو الموت.

هذه المفارقة المؤلمة تعبّر عن عمق المأساة التي يعيشها الغزيون تحت الحصار المستمر، والانهيار التام للمنظومة الإنسانية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي منذ أكثر من 20 شهرًا.

ورغم أن تلك النقاط، التي تديرها جهات مرتبطة بالاحتلال أو تحت إشرافه، تقدم ما يُفترض أنه دعمٌ إنساني، إلا أن الواقع على الأرض يعكس صورة أخرى، حيث تحولت هذه المواقع إلى مصائد موت، تشهد فوضى دامية وإهانة وقتل، وتنعدم فيها معايير العدالة والكرامة.

"أخشى أن أعود جثة"

ريم محمد، أرملة وأم لطفلين، تقول لـ"رايــة": أنا المعيلة الوحيدة لأسرتي، وأعيش أوضاعًا صعبة، لكني لا أملك شجاعة الذهاب لتلك النقاط التي قد تكون طريق موتي. أفضّل أن أجوع مع أطفالي على أن أعود إليهم شهيدة.

وتتابع ريم بحسرة: "النساء يتعرضن للضرب، وبعضهن يُطعن بأدوات حادة في أماكن التوزيع، أين الكرامة في هذا؟ كيف أُعرّض نفسي لهذا المشهد؟".

أما نسيم سمير فتختصر موقفها بوضوح: "لن أكون طُعماً للموت في نقاط المساعدات. لن أذهب حتى لو مت جوعًا. إنها مهينة، مرعبة، ولا علاقة لها بالدعم الإنساني".

"عزلة وأسعار خيالية"

في النصيرات وسط القطاع، تقطن سها الخطيب مع والدتها وشقيقتها، وتقول إن بيتها الذي يخلو من الرجال بات معزولًا عن هذا "النظام العشوائي" لتوزيع المساعدات.

وتضيف سها: "زوج شقيقتي عاد مصابًا بعد محاولته الحصول على شيء لنا، ومنذ ذلك الوقت نرفض الذهاب لهذه النقاط".

وتتابع: "أعمل كمعلمة خصوصية لأوفر بالكاد ما نشتري به القليل من الطحين. لا خبز كافٍ، ولا خضروات، نشتري بالحبة. هذه ليست حياة، لكنها على الأقل بعيدة عن الإذلال".

وأيضا ألاء جبر، هي شابة من عائلة كلها من البنات ووالدها طاعن في السن، تقول: "حياة الإنسان ليست ملكه فقط، بل لعائلته، ولا يمكن أن نعرض أنفسنا لهذا الخطر. المساعدات باتت وسيلة إذلال، ومن المؤلم أن نرى من يتاجر بها في السوق بأسعار خيالية".

"حلبة صراع"

محمد الأطرش، إعلامي وناشط اجتماعي، يقول إن النظام السابق القائم على رسائل المساعدات كان أكثر تنظيمًا، أما اليوم فالوضع بات "حلبة صراع".

ويصف نقاط التوزيع بأنها أشبه بـ"ألعاب الجوع المميت"، حيث "يأكل القوي الضعيف، ويُستبعد الفقراء الحقيقون".

ويضيف: "الوضع أثر على أطفالنا بشكل مأساوي، من الهزال إلى نقص المناعة. لا عدالة، ولا إنسانية، وهذه الفوضى مقصودة لإذلال الناس".

وراء كل عائلة امتنعت عن الذهاب لتلك النقاط، قصة وجع وكرامة وموقف أخلاقي. قد يختلف البعض معهم، لكن في زمنٍ تنهار فيه المعايير، يتمسك هؤلاء بما تبقى من إنسانيتهم وقرارهم الحر، ولو كلّفهم ذلك جوعًا أو خطرًا.

تجعلنا هذه الروايات نتساءل بمرارة: هل يمكن للدعم أن يكون إنسانيًا حقًا إذا كان مشروطًا بالإذلال؟ وهل لا يزال بالإمكان إنقاذ الإنسان دون المساس بكرامته؟

Loading...