مسؤولية تقع على المستوردين
خاص | عمر نخلة يكشف لراية التفاصيل الكاملة لأزمة اللحوم بالضفة
في حديث خاص ومطوّل عبر شبكة رايـــة الإعلامية مع عمر نخلة، رئيس نقابة أصحاب الملاحم، وضع الأخير إصبعه على الجرح الذي أنهك السوق الفلسطيني، محذّرًا من تدهور أكبر إن لم يتم التدخل السريع.
وقال نخلة: "سعر كيلو الخروف القائم وصل إلى 42 شيكل، وهذا رقم مرهق للمستهلك ولأصحاب الملاحم على حدّ سواء. لو نزل السعر لـ38، بتنتعش الأسواق… بس هيك الوضع خانق للكل."
الأسباب الحقيقية وراء الغلاء
وأكد نخلة أن أزمة اللحوم ليست وليدة اللحظة، بل نتيجة تراكمات عمرها سنوات، بدأت منذ 2019، وتفاقمت حتى اليوم، وعدد أبرز الأسباب التي ادت للأزمة:
- شح الإنتاج المحلي: عدد رؤوس "الأمهات" انخفض من 800 ألف إلى ما بين 100–120 ألف فقط.
- ارتفاع أسعار الأعلاف والتكاليف البيطرية والنقل والذبح.
- غياب سياسات حكومية لدعم المزارع أو خفض الضرائب.
- غياب التزام المستوردين بتسعيرة وزارة الاقتصاد.
- ضعف رقابة السوق واحتكار الموردين الكبار.
- غياب الختم الأخضر لتمييز المستورد عن البلدي، رغم قانونيته.
"التهريب شماعة… والأزمة أعمق من ذلك"
ورغم الحديث المتكرر عن تهريب اللحوم، اعتبر نخلة أن هذا العامل ثانوي: "إسرائيل ما بترضى يدخل رأس غنم واحد من الضفة… التهريب مش هو السبب الحقيقي، الأزمة أعمق وأخطر."
وبحسب النقابة، فإن الوضع الحالي أدى إلى تراجع حاد في المبيعات بسبب ضعف القدرة الشرائية للمواطنين: "الناس مش معها… الجيبة خربانة، ولما الجيبة خربانة، السوق كله بخرب. اللحم بيقعد بالمحل 3–4 أيام قبل ما ينباع."
وأوضح نخلة أن الملاحم تتحمل خسائر يومية، وأن كثيرًا منها على حافة الإغلاق.
خطوة احتجاجية سابقة أثمرت… ولكن الأزمة مستمرة
وفي مايو/أيار الماضي، أوقفت النقابة الذبح والبيع لمدة 15 يومًا، كخطوة احتجاجية ضد ارتفاع الأسعار واحتكار الموردين، وقد أتت بنتائج ملموسة: انخفض سعر اللحوم البلدية من 125 إلى 110 شيكل، انخفض سعر اللحوم المستوردة من 95 إلى 85 شيكل.
وأكد نخلة أن "الإجراء نجح بنسبة 50–60%، ووفّر بضاعة بالسوق… ولكن لا يمكن أن نوقف العمل، يجب ان تون هناك حلول حكومية".
وانتقد رئيس نقابة أصحاب الملاحم استمرار العمل باتفاقية أوسلو الزراعية التي تسمح باستيراد 50,000 رأس فقط سنويًا: "الاتفاقية وُضعت وقت كان عدد السكان 2 مليون، واليوم إحنا 5 مليون… لازم نعدلها لـ100 أو 200 ألف رأس حسب الحاجة."
وطالب نخلة بالسماح بالاستيراد من دول متعددة، لا الاقتصار على المصادر المفروضة من الاحتلال.
تعاون حكومي أخير… لكنه غير كافٍ
وأشار رئيس النقابة إلى وجود تحسن في العلاقة مع وزارتي الاقتصاد والزراعة مؤخرًا، وأشاد بجهود الوزير رزق وطاقمه، لكن شدد في الوقت نفسه على أن التعاون يجب أن يُترجم إلى إجراءات ملموسة: "النية موجودة… ولكن نحتاج فعل على الأرض، نحتاج تحرير السوق من تحكم المستورد الكبير، ومنح فرص للمزارع المحلي."
وقدمت نقابة أصحاب الملاحم توصيات واضحة لإنقاذ السوق من الانهيار:
- رفع الكوتا الاستيرادية بما يتناسب مع النمو السكاني.
- دعم الأعلاف والمزارعين لتشجيع الإنتاج المحلي.
- فرض التسعيرة الحكومية على المستوردين ومراقبتهم بصرامة.
- تفعيل ختم اللحوم لتمييز البلدي عن المستورد.
- فتح باب الاستيراد من دول جديدة وليس فقط إسرائيل.