الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:07 AM
الظهر 12:45 PM
العصر 4:25 PM
المغرب 7:52 PM
العشاء 9:22 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

المستوطنات توفر بيئة لتكاثرها

"الخنازير البرية".. هل هي عدوة التنوع الحيوي في فلسطين؟

خاص - راية

حذّرت الكاتبة والباحثة البيئية الفلسطينية زهرة خُدرج من خطورة الانتشار المتسارع للخنازير البرية في مناطق واسعة من الضفة الغربية، معتبرة أنها أصبحت عدوًا مباشرًا للتنوع الحيوي والزراعة الفلسطينية، وسط اتهامات بتورط المستوطنين في إدخالها ونشرها في المناطق القريبة من القرى الفلسطينية.

وفي حديث لإذاعة "راية"، قالت خُدرج إن "الخنازير البرية لم تكن يومًا جزءًا طبيعيًا من بيئة فلسطين، بل سُجل وجودها المحدود سابقًا في مناطق نائية كالأغوار والحولة، لكن بدءًا من تسعينيات القرن الماضي، بدأت أعدادها بالتكاثر بشكل لافت، خاصة في المناطق التي شهدت تمددًا استيطانيًا واسعًا مثل نابلس وسلفيت وقلقيلية".

وأضافت أن هناك شهادات من مزارعين ومؤسسات تؤكد مشاهداتهم لنقل الخنازير عبر شاحنات تحمل لوحات إسرائيلية، وتفريغها في أراضٍ فلسطينية زراعية، ما أدى إلى تدمير محاصيلهم، وكسر الأشجار، وتخريب شبكات الري، والسناسل الحجرية التي تحمي التربة في المناطق الجبلية.

وأكدت خُدرج أن الاحتلال لا يكتفي بإدخال الخنازير، بل قام بإزالة الأشجار البرية الفلسطينية مثل الخروب والبطم والسريس، وزرع مكانها أشجارًا دخيلة مثل الصنوبريات، في محاولة لخلق غطاء نباتي يُشبه بيئة المستوطنين الأوروبيين ويوفر مخابئ طبيعية لتكاثر الخنازير بعيدًا عن أعين البشر.

وأوضحت أن الخنزير البري يتكاثر بسرعة مذهلة؛ إذ تلد الأنثى ما بين 6 إلى 12 جروًا مرة أو مرتين سنويًا، وتبلغ القدرة على الإنجاب أحيانًا في عمر لا يتجاوز ستة أشهر، ما يجعل انتشاره متسارعًا ومقلقًا.

وفي إشارة إلى تصنيف هذا الحيوان، شددت خُدرج على أن الخنزير البري يُعد كائنًا غازيًا ومستوطِنًا دخيلاً على البيئة الفلسطينية، على غرار طائر "المينا" الذي انتشر بكثافة في السنوات الأخيرة وأضر بتنوع الطيور المحلية.

وتطرّقت خُدرج إلى التحديات التي تواجه المزارع الفلسطيني في التعامل مع هذه الظاهرة، لا سيما في ظل منع امتلاك أدوات الصيد والدفاع عن الأرض، وخطورة استخدام السموم لما قد تسببه من ضرر لبقية الكائنات. ودعت إلى استخدام بدائل بيئية مثل الروائح الطاردة (كالثوم والبصل وزيت النعنع والصابون وبول الذئب) وتسييج الأراضي إن أمكن.

وأكدت خُدرج في ختام حديثها على ضرورة تدخل المؤسسات الأهلية والرسمية بشكل منظم لمعالجة هذه الأزمة، معتبرة أن المزارع الفلسطيني هو الحلقة الأضعف في مواجهة هذا "الاستيطان البيئي"، الذي يهدد معيشته، وأرضه، وتنوع بلاده الحيوي.

Loading...