"فشل دولي وتواطؤ إقليمي"
مشعشع لراية: يجب تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة "فورا"
وجّه الخبير في شؤون المنظمات الدولية، سامي مشعشع، انتقادات حادة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، على خلفية استمرار المجاعة والحصار في قطاع غزة، مؤكدًا أن الاكتفاء بالتعبير عن "القلق" لم يعد مقبولًا في ظل سقوط الضحايا يوميًا بسبب الجوع والقصف.
وقال مشعشع في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية إن الحصار الهيكلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007 هو "أساس الكارثة الحالية"، مشيرًا إلى أن إسرائيل اعتمدت منذ ذلك الوقت سياسة "الإبقاء على غزة في الحد الأدنى من البقاء"، من خلال تقنين دخول السلع، ومنع المواد الخام، وتجفيف الموارد الزراعية والصناعية.
وأوضح أن الاحتلال نفذ خلال الحرب الحالية استراتيجية واضحة لتوظيف التجويع كسلاح عسكري، بهدف إخضاع السكان وفرض وقائع ميدانية تسهّل الترحيل القسري. وأشار إلى أن هذا النهج تم بدعم ضمني من المجتمع الدولي والدول المحيطة، التي اكتفت بإدارة الأزمة بدلًا من كسرها.
وانتقد مشعشع أداء الأمم المتحدة، خاصة الأمين العام، قائلاً: "التعبير المتكرر عن القلق والأسف أمر معيب، وهناك صلاحيات تنفيذية كان يمكن تفعيلها، أبرزها المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تسمح بدعوة مجلس الأمن لاجتماع طارئ لبحث تهديد السلم والأمن الدوليين، وهو ما ينطبق على ما يحدث في غزة".
وأضاف أن الأمين العام فعل هذه المادة مرة واحدة فقط ولم يتابعها، داعيًا إلى تفعيلها مجددًا، إلى جانب الضغط لتفعيل المادة السابعة من الميثاق، التي تتيح فرض إجراءات دولية استثنائية، استنادًا إلى مبدأ "مسؤولية الحماية".
كما دعا مشعشع الأمين العام إلى التوجه بنفسه إلى أقرب نقطة حدودية من غزة عبر الأراضي المصرية، برفقة وفد أممي وشخصيات دولية، مؤكدًا أن مثل هذه الزيارة سيكون لها "ضغط رمزي وسياسي كبير"، في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف المجاعة والتطهير الجماعي الجاري في القطاع.
وختم حديثه بالتأكيد على أن الفشل في كسر الحصار والمجاعـة لا يُعفى المؤسسات الدولية من مسؤولياتها، مطالبًا بتحرّك فعلي وحاسم بدلًا من البيانات المتكررة التي "لم تعد تساوي شيئًا أمام مشهد الموت البطيء في غزة".